كابول - أ ف ب، رويترز - نفذ شخص تنكر في زي شرطي هجوماً انتحارياً داخل مقر قيادة الشرطة في شاران عاصمة باكتيكا جنوب شرقي افغانستان والمحاذية لمناطق القبائل الباكستانية، ما ادى الى مقتل اربعة شرطيين على الاقل وجرح عشرة آخرين بينهم ضابط. وأعلن ذبيح الله مجاهد الناطق باسم حركة «طالبان» مسؤولية الحركة عن الهجوم، موضحاً ان منفذي الهجوم تدربا في المقر المستهدف للانضمام الى الشرطة الأفغانية، علماً ان قادة أفغانيين وأميركيين ومن حلف الأطلسي (ناتو) يسعون إلى زيادة أعداد قوات الجيش والشرطة الأفغانيين إلى حوالى 306 آلاف بحلول تشرين الأول (اكتوبر) 2011، في إطار خطة اقترحها الرئيس الأفغاني حميد كارزاي لنقل مسؤولية الأمن من القوات الأجنبية إلى القوات الحكومية وأقرتها قمة الحلف الاطلسي في لشبونة الاسبوع الماضي. ويوجد في الوقت الحالي حوالى 258 ألفاً من الجنود وأفراد الشرطة الأفغان. وأحد المخاوف المرتبطة بهذه الزيادة السريعة في عدد القوات الأفغانية يشمل قدرة المسؤولين على التدقيق في المجندين في شكل سليم لمنع تسلل متمردين، علماً ان الهجمات التي يستخدم فيها زي اشتراه المتمردون أو سرقوه شائعة نسبياً. ويزيد الأخطار واقع اعتبار باكتيكا على غرار ولايتي باكتيا وخوست المجاورتين مناطق نفوذ ل «شبكة حقاني»، ابرز شبكات تمرد «طالبان» المنتشرة ايضاً على الجانب الآخر من الحدود مع باكستان. واعتبر هجوم باكتيكا الثاني الذي يُشن في شرق أفغانستان المضطرب خلال ساعات، بعدما قتلت القوات الأفغانية بالتعاون مع جنود الحلف الأطلسي أكثر من 15 مسلحاً أثناء الليل بعدما تعرضت دورية مشتركة لإطلاق نيران من أسلحة صغيرة ومدافع رشاشة، إثر اقترابها من مجمع مباني في منطقة شيرزاد في ولاية ننغرهار قرب الحدود الباكستانية ايضاً، وذلك في مهمة للبحث عن زعيم ل «طالبان». وفي 13 الشهر الجاري، هاجم مقاتلون من «طالبان» بينهم انتحاريان قاعدة عسكرية أجنبية في جلال آباد عاصمة ننغرهار والمدينة الرئيسة في شرق أفغانستان. وأعلن «الناتو» ايضاً اعتقال أكثر من 10 مسلحين في ثلاث عمليات أمنية نفذوها خلال عملية بحث عن أحد كبار قادة حركة أوزبكستان الإسلامية في ولاية قندوز (شمال). وأوضح ان القائد المستهدف يُسهل تنقل الانتحاريين من باكستان لتنفيذ هجمات في الولاية، ويعتبر صلة وصل لعمليات الحركة في المنطقة، مشيراً الى ان «تقارير استخباراتية قادت إلى سلسلة مجمعات سكنية شمال غور تابه، فاستخدمت القوات الأفغانية مكبرات الصوت لدعوة السكان إلى إخلاء المساكن بسلام. وبعد استجواب الكثير منهم اوقفت قوات الأمن المتمردين». واعتقلت وحدة أمنية أخرى متمردين خلال بحثها عن أحد كبار القادة في «شبكة حقاني» مسؤول عن تسهيل نقل متفجرات وأسلحة وذخائر في ولاية خوست. وفي جنوبأفغانستان، اعتقلت القوات الافغانية – الاجنبية المشتركة متمرداً خلال عملية أُجريت في ولاية زابول استهدفت قائد خلية تابعة ل «طالبان» تمتد عملياته من مقاطعة شاه جوي في الولاية الى مقاطعة غلان في ولاية غزني. وأكد «الناتو» عدم اصابة نساء أو أطفال في العمليات التي نفذت من دون إطلاق نار. مسرحية «هزلية» على صعيد آخر، رأى محللون ان المساعي التي تبذلها كابول منذ فترة طويلة لإجراء محادثات مع «طالبان» تحولت الى مسرحية هزلية مع تبادل مسؤولين أفغان وأجانب إلقاء اللوم، بعدما تركهم «زعيم» مزيف في الحركة في موقف محرج. وزادت التقارير عن المحادثات مع اقتراب مراجعة الرئيس الأميركي باراك أوباما لاستراتيجية الحرب في أفغانستان الشهر المقبل، ومع تزايد القبول بالحاجة إلى تسوية سلمية للحرب عبر المفاوضات، وكذلك مع تحدث قادة الولاياتالمتحدة والحلف الاطلسي عن نجاحات عسكرية اخيراً منذ وصول آخر دفعة من 30 الف جندي اميركي اضافي هذا الصيف، واحتدام القتال في معقل طالبان في الجنوب. وتصر حكومة الرئيس حميد كارزاي على أن العملية يجب أن يقودها أفغان، وشكلت مجلس سلام كجزء من جهود أوسع للمصالحة. وقال مسؤول كبير في القصر الرئاسي: «أكدنا دائماً أن أي جهود مباشرة من المجتمع الدولي من أجل المصالحة لن تفشل فقط في تحقيق نتائج، بل يمكن أيضاً أن تكون هدامة». وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته، ان زعيم الحركة المزيف التقى كارزاي، وأن المسؤولين الأفغان يعتقدون أنه مرسل من جهاز الاستخبارات الباكستاني القوي. وقال: «لسنا متأكدين من هوية هذا الرجل ودوافعه، والافتراض الأقوى هو انه يعمل للاستخبارات الباكستانية، وأُرسل الى كابول لاستطلاع الاوضاع». وفاقم المسرحية الهزلية نقل صحيفة «واشنطن بوست» عن موظف كبير في مكتب كارزاي قوله إن «السلطات البريطانية كانت مسؤولة عن نقل الزعيم المزيف الى قصر كارزاي في «تموز (يوليو) او آب (اغسطس) الماضيين». واعتبرت الصحيفة ان الحادثة أحرجت المسؤولين الأفغان والغربيين، وقوّضت ما روجه مسؤولون اميركيون كبار في وقت سابق من العام الحالي بوجود تقدم في المحادثات».