أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي ان الامن كان التحدي الاكبر خلال استضافة القمة العربية في بغداد. وقدم اعتذاره إلى أهالي بغداد بسبب الاجراءات. واعتبر نتائج القمة «رائعة وناجحة. اعادت بغداد الى العرب». وقال المالكي في كلمة متلفزة امس بعد يوم على انتهاء القمة العربية إن انعقادها «مثل تحدياً لنا وكانت التحضيرات والاستعدادات على أعلى مستوياتها. والنتائج كانت انفتاح العراق على محيطه العربي وبالعكس». وأضاف ان «قمة بغداد شكلت منعطفاً جديداً، كما قال القادة العرب الذين لمسوا حسن الضيافة في مفصل زمني للقاء والتشاور». وأوضح أن الأمن «كان التحدي الأكبر بالنسبة إلينا. ولكن بفضل جهود القوى الامنية وملاحقة العصابات تم توفير الاجواء المناسبة لاستضافة العرب». وأعرب عن شكره للمسؤولين والمواطنين لانجاحهم القمة. وقدم اعتذاره الى المواطنين في بغداد عن «المتاعب التي تحملوها جراء الاجراءات من اجل تأمين العاصمة بسبب محاولة الجماعات الارهابية اعاقة أنعقاد القمة». وزاد ان «نتائج القمة العربية كانت رائعة وناجحة وتمثلت بعودة بغداد الى العرب وعودة العرب الى بغداد». وأشار الى ان «ما حدث شيء كبير كنا نسعى الى تحقيقه من اجل الوصول الى التكامل السياسي والاقتصادي العربي». إلى ذلك، أبدت اوساط سياسية ارتياحها إلى انعقاد القمة ونتائجها من دون حصول خروقات امنية او سجالات سياسية. وقالت النائب عن الكتلة «البيضاء» عالية نصيف ان «نجاح قمة بغداد أثبت للجميع في الداخل والخارج ان العراق دولة تنبض بالحياة وقادرة على قيادة الدول العربية من الخليج الى المحيط من خلال القرار المتصف بالحكمة والإتزان». وأضافت في بيان امس ان «هذا النجاح أثلج صدور العراقيين من الشمال الى الجنوب»، داعية الكتل السياسية الى «التكاتف لتحقيق المهام والمسؤوليات التي تقع على عاتق العراق تجاه الدول العربية باعتباره رئيساً للقمة العربية للعام الحالي». واعتبر ائتلاف «العراقية» بزعامة اياد علاوي انعقاد القمة العربية في بغداد «خطوة على طريق عودة العراق الى محيطه العربي، على رغم ان التمثيل كان دون مستوى الطموح». وقالت الناطقة باسم «العراقية» ميسون الدملوجي في تصريح ل «الحياة» امس ان «العراق استضاف القمة وهو في حالة خلاف داخلي بين مكوناته وهذا امر سلبي انعكس على مستوى التمثيل العربي لبعض الدول التي تشعر بوجود ازمة يجب حلها». ولفتت الدملوجي الى ان «المقررات عادية لم تتضمن قرارات مهمة وحاسمة في عدد من الملفات العربية كالملف السوري والصومالي والسوداني وغيرها». ولفتت الى ان «العراق في حاجة الى استراتيجية بعيدة المدى في السياسة الخارجية للحيلولة دون تكرار الفوضى في التعامل الديبلوماسي مع الدول واطلاق المواقف المتسرعة من القضايا العربية». ووصف رئيس التجمع الجمهوري سعد الجنابي القمة بأنها «مفتاح الانطلاق من جديد نحو الاشقاء العرب». وقال ان «نجاحها يمثل بداية لمرحلة جديدة من تاريخ العراق تزخر بالمنجزات المحلية والعربية بعد ان غيب عنها لسنوات عدة». وأضاف ان «العراق اثبت للجميع قدرته على احتضان العرب في أي محفل». وأوضح ان «نجاح القمة يكمن في عودة العراق الى محيطه العربي والاقليمي ليأخذ دوره الريادي والقيادي في المنطقة العربية من خلال الخروج بوثيقة تاريخية مهمة متمثلة بإعلان بغداد الذي اصبح ميثاقاً لحل القضايا العربية كافة». ووقعت محافظة بغداد مذكرة تفاهم مع جمهورية جزر القمر لتعزيز التعاون الثقافي والاجتماعي والشبابي وقضايا المرأة بين البلدين. وقال محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق في بيان امس انه «وقع مع حاكم جزيرة القمر الكبرى في جمهورية جزر القمر موني بركة سيد صالح مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثقافي والاجتماعي والشبابي والقضايا التي تخص المرأة»، وأعرب عن أمله ب «توقيع اتفاقيات مماثلة مع العواصم العربية لتعزيز التعاون وبما يخدم أهالي بغداد».