أعلن وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، سيشارك في القمة العربية المقرر عقدها في بغداد نهاية الشهر الجاري. في الوقت نفسه، تصاعدت حدة السجال بين الكتل السياسية العراقية حول عرض خلافات فرقاء السلطة في العراق على طاولة القمة من عدمه. وأكد مستشار القائمة العراقية، هاني عاشور، ضرورة تقديم خطاب عراقي في القمة العربية يعبر عن موقف موحد للكتل السياسية في الداخل إزاء الوضع العربي ويبتعد عن تقديم العراق ممثلا في كتلة ويهمش باقي المكونات العراقية. وأوضح عاشور، في بيان حصلت «الشرق» على نسخة منه، أن قمة بغداد ستكون محطة مهمة في مستقبل العراق وأن نجاحها يتوقف على أن يكون الخطاب العراقي فيها ممثلا لجميع الكتل السياسية ومكونات الشعب العراقي دون خلافات، لكي يكسب العراق ثقة العرب. وشدد على حرص القائمة العراقية على عقد القمة في بغداد وإنجاحها، وأكد أهمية حسم الخلافات بين الكتل السياسية قبل عقدها لأن استمرارها سيضعف نتائج القمة. من جانبها، أوضحت الناطقة باسم الكتلة العراقية الوطنية، ميسون الدملوجي، أن زعيم الكتلة إياد علاوي وجَّه بكتابة مذكرة عن أوضاع العراق لطرحها في مؤتمر القمة. وانتقد النائب عن ائتلاف «العراقية»، رعد الدهلكي، التصريحات التي ترفض طرح القضايا الداخلية على القمة العربية في بغداد، وقال إن كتلته ستطرح إشكاليات العملية السياسية على قمة بغداد في ظل عملية التسويف التي تشهدها اجتماعات اللجنة التحضيرية للاجتماع الوطني. وأضاف «أمام ائتلاف دولة القانون طريقان، إما عقد الاجتماع الوطني وتسوية جميع الخلافات وتطبيق الاتفاقات التي تم بموجبها تشكيل الحكومة، أو أن يتم عرض هذه المشكلات على قمة بغداد، وسنقوم بنشر الغسيل على حبال هذه القمة»، بحسب تعبيره. غير أن النائب عن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، كمال الساعدي، قال إن كتلته لن تسمح بعرض أي مشكلة محلية على قمة بغداد العربية، «ومن يتكلم عن عرض المشكلة على القمة سيواجه برفض قاطع»، على حد قوله. واتفق معه النائب عن كتلة الأحرار بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، جواد الجبوري، والذي أفاد أن كتلته أيضا لن تقبل بأي طرح للأزمات الداخلية على قمة بغداد العربية. بدورها، كشفت مستشارة رئيس الوزراء العراقي، مريم الريس، أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا في القاهرة لتحديد الموضوعات التي ستُطرَح في قمة بغداد. وقالت، في تصريحات صحفية أمس، إن القمة العربية ستطرح موضوعات مهمة منها القضية الفلسطينية والمشكلة السورية بالإضافة إلى الربيع العربي الذي شهدته عدة دول. وأضافت الريس أن الوفد العراقي سيطرح عدة قضايا في القمة العربية، ويتعلق الأمر بعلاقته بالدول العربية، وعودة جميع البعثات الدبلوماسية إلى بغداد إضافة إلى دخول الشركات الاستثمارية لمعاودة النشاط التعاوني الاقتصادي مع الدول العربية، مؤكدة أن رئيس الجمهورية العراقية، جلال طالباني، سيرأس الوفد. يذكر أن جلال طالباني دعا لعقد اجتماع وطني لحل الخلافات بين كتلتي دولة القانون والعراقية الوطنية منذ أكثر من شهرين، ولم تبدأ حتى الآن أعمال اللجنة التحضيرية للاجتماع الوطني بسبب حدة الخلافات بين الكتلتين. نوري المالكي