قال نائب رئيس الجمهورية العراقية خضير الخزاعي إن بلاده وإيران تقفان في خندق واحد، وأكد الخزاعي، الذي يزور طهران على رأس وفد حكومي وبرلماني يمثل ائتلاف دولة القانون، أن الحكومة والشعب العراقي بحاجة إلى مساعدة ودعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحل المشكلات ومواجهة التحديات، يأتي ذلك في وقتٍ رفض فيه نواب عن “دولة القانون” أي تدخل عربي في الشأن السياسي المحلي في العراق ردا على مطالبات نواب عن القائمة العراقية بعرض الخلافات الداخلية على طاولة القمة العربية المقبلة. واعتبر نائب رئيس الجمهورية، في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي بعد مقابلته الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت على الدوام وفي أحلك الظروف الحليف والداعم للشعب العراقي، وأضاف أن العراق بحاجة اليوم إلى تطوير علاقاته الودية مع إيران أكثر فأكثر، وتوقع أن يؤدي الارتقاء بالعلاقات بين البلدين الى تحولهما لقوتين كبيرتين في المنطقة والعالم. وأثارت تصريحات الخزاعي عن حاجة العراق لدعم إيراني لحل مشكلاتها الاستغراب في الأوساط السياسية العراقية كونها أتت بعد إصرار ممثلين عن ائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، على رفض تطرق القمة العربية، والتي تستضيفها بغداد نهاية مارس الجاري، لأي مشكلة داخلية. في سياقٍ متصل، تصاعدت حدة التلاسن الإعلامي بين القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون إثر الإعلان عن محاولة جديدة لاغتيال زعيم الأولى رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي. وأبدت “العراقية” استغرابها من وصف القيادي في ائتلاف دولة القانون، النائب ياسين مجيد، الحديث عن مؤامرة لاغتيال علاوي بأنه محاولة جديدة للتشويش على قمة بغداد. ونفت الناطقة باسم “العراقية” ميسون الدملوجي، في بيان صحفي أمس، أن يكون “علاوي” حاول التشويش على عقد القمة العربية، وشددت على أن “العراقية” هي أكثر من دافع عن عودة العراق إلى محيطه العربي والإقليمي. وقالت الدملوجي “لم نتهم جهة محددة في هذا التصريح العام، فضلاً عن ذلك فإن الأصول تحتم على قيادات دولة القانون والحزب الحاكم إن كانوا شركاء كما يقولون، تطمين شركائهم في العملية السياسية وضمان توفير الأمن لهم، لأنهم يقودون كل مفاصل الأجهزة الأمنية والمخابراتية وكذلك الأجهزة الخاصة المستحدثة، بدلاً عن مهاجمتهم بهذا الشكل غير المسؤول”. ودعت الدملوجي النائب مجيد إلى أن يعاتب شركاءه في التحالف الوطني، أحد مكونات “دولة القانون”، الذين خرجوا في تظاهرة ضخمة ضد حكومات إحدى الدول العربية يوم الجمعة الماضية ما سبب إحراجا لمساعي وزارة الخارجية العراقية، بدلاً من التفرغ للانتقاص من علاوي زعيم أكبر الكتل الفائزة في الانتخابات الوطنية. ونظم التيار الصدري، العضو في التحالف الوطني، مظاهرات قبل يومين في بغداد وبعض المحافظات الجنوبية مؤيدة لما أسماه ب”الانتفاضة في البحرين”. وكان القيادي في دولة القانون ياسين مجيد صرح بأن علاوي “يشعر بالغربة والخذلان” بحسب تعبيره، وقال، في مؤتمر صحفي أمس الأول، إن تصريحات المتحدثة باسم “العراقية” بشأن محاولة اغتيال “علاوي” محاولة جديدة للتشويش على القمة العربية. من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية العراقية عن زيارة مرتقبة للأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إلى بغداد قبيل انعقاد القمة لوضع اللمسات النهائية لها.