اعتقلت أجهزة الأمن الفرنسية في حملة مداهمات نفذتها أمس، 19 إسلامياً مشبوهاً بينهم محمد الشملان، قائد جماعة «فرسان العزة» السلفية التي حلتها السلطات في شباط (فبراير) الماضي بحجة «إعدادها متعاطفين لتنفيذ عمليات مسلحة تتنافى مع مبادئ الجمهورية». جاء ذلك بعد أسبوع على تصفية أجهزة الأمن المواطن الجزائري الأصل محمد مراح الذي قتل 7 أشخاص بالرصاص في 3 هجمات نفذها في تولوز ومونتوبان، ما أطلق جدلاً حول فشل السلطات في اعتقال مراح قبل ارتكابه جرائمه. وقال الرئيس نيكولا ساركوزي المرشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية نيسان (أبريل) المقبل، إن «عمليات الدهم التي تولتها القوات الخاصة ووحدة التدخل التابعة للشرطة بعد نيل إذن القضاء لم تقتصر على تولوز، وشملت أيضاً نانت وليون وضاحية باريسي من أجل استهداف أشخاص على علاقة بالإسلام الراديكالي». وكشف العثور خلال المداهمات على رشاشات من طراز كلاشنيكوف، وأعلن أنها ستستمر و «ستسمح بترحيل عدد من الأشخاص لا مبرر لوجودهم في فرنسا»، مع العلم أن مسؤولاً كبيراً في الشرطة كشف مراقبة الجهاز حوالى مئة إسلامي متشدد. وكان ساركوزي طالب بعد مقتل مراح الذي زعم انتماءه إلى تنظيم «القاعدة»، الشرطة والاستخبارات بتقويم مدى خطورة أشخاص موجودين في فرنسا معروف بأنهم متعاطفون مع الإسلام الراديكالي. وهو أكد أمس أن فرنسا روّعتها جرائم مراح، كما حصل في الولاياتالمتحدة بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وأوضح وزير الداخلية كلود غيان أن الموقوفين قدموا أنفسهم على الإنترنت بأنهم «من أنصار الجهاد ومؤيدون للعقائد الراديكالية المتطرفة، وأنهم تلقوا تدريبات عسكرية». وأضاف: «المعتقلون لا علاقة لهم بمراح». وانتقد الأمين العام ل «الجبهة الوطنية الفرنسية» (يمين متطرف) ستيف برييوا الاعتقالات، معتبراً أن «دافعها انتخابي». وذكّر بأن ساركوزي وفريقه يديرون البلاد منذ سنوات، والشبكات الإسلامية لا تنشأ بين ليلة وضحاها. ويرى خبراء سياسيون أن جرائم تولوز ومونتوبان عززت وضع ساركوزي في الانتخابات، علماً أن الاعتقالات أمس حظيت بتغطية إعلامية واسعة، بعدما سمحت السلطات ببث قنوات التلفزيون صورها.