انتظرت الشرطة الفرنسية لساعات أمس، استسلام المواطن الجزائري الأصل محمد مراح، المشتبه به الأساسي في قتل 3 اطفال يهود ومدرسهم و3 عسكريين مسلمين جنوب غربي فرنسا الاسبوع الماضي. وحاصر نحو 300 من عناصرالشرطة منذ ساعات الفجر الأولى موقع تحصن فيه المطلوب داخل شقة في مبنى مؤلف من أربعة طوابق في احدى ضواحي مدينة تولوز. وكان الأهم ان أجهزة الأمن الفرنسية كسبت سباقها مع الوقت لكشف هوية المتهم الذي أعلن في اتصال هاتفي إجراه مع ضباط الشرطة انتماءه الى تنظيم «القاعدة»، في وقت كشف المدعي العام الفرنسي المكلف قضايا الارهاب فرانسوا مولان ان الجيش الأميركي رحّل العام 2010 مراح بعد اعتقاله في افغانستان. وقطعت أجهزة الأمن الغاز والكهرباء عن شقة مراح، سعياً الى زعزعة معنوياته، قبل ان يطلب تمديد مهلة تسليم نفسه من بعد الظهر الى المساء. وتحدثت مصادر في الشرطة عن امتناع القوات الخاصة عن اقتحام الشقة بسبب عدم توافر معلومات واضحة عن محتوياتها، في وقت زادت مخاوف المسؤولين الأمنيين اثر العثور على مواد متفجرة في سيارة شقيق مراح بعد تفتيشها، ما يزيد الاعتقاد بأنه فخخ شقته. وتحدثت معلومات اخرى عن تشديد وزير الداخلية كلود غيان على ضرورة توقيفه حياً. وتوجه الرئيس نيكولا ساركوزي الى تولوز حيث تابع لفترة من ثكنة بيرينيون القريبة من منزل مراح، التدابير المتخذة لاعتقال المشتبه به، ثم انتقل الى مونتوبان حيث شارك في مأتم تشييع الجنود المسلمين الثلاثة القتلى عماد بن زياتن (30 سنة) أبيل شنوف (25 سنة) و محمد الغواد (24 سنة). ووصف ساركوزي في كلمة تأبين مؤثرة مقتل الجنود بأنه «عملية اعدام ارهابية استهدفت الجيش الفرنسي والجمهورية، ثم رفع منفذها طبيعتها المروعة»، عبر قتله الاطفال اليهود الثلاثة ومدرسهم. وزاد: «اراد القاتل تركيع الجمهورية، لكنها لم تتراجع ولم تضعف بل نفذت واجبها، وجرائمه لن تبقى بلا عقاب، فيما يتطلب واجبنا تجاه الضحايا اظهار وحدتنا الوطنية، علماً ان الفرنسيين تمسكوا بكرامتهم وضميرهم». وصباحاً، جمع الرئيس ساركوزي ممثلي الديانات الكبرى في فرنسا، وبينهم المسلمون واليهود، وقال: «حرصت على جمعهم لإثبات ان الارهاب سيفشل في تفريق مجتمعنا». ولاحقاً، رفضت القيادات الدينية المسلمة واليهودية الربط بين الاسلام وهجمات تولوز ومونتوبان، حيث قضى عسكريان. وقال الرئيس المجلس الفرنس الاسلامي محمد موسوي: «هذه الاعمال تتنافى بالكامل مع أسس ديننا». وفي القدس، شارك نحو الفي مشيع، بينهم وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه، في مراسم دفن جثامين الأطفال اليهود الثلاثة القتلى ومدرسهم. وكان لافتاً تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد لقائه جوبيه بأنه «يجب التفريق بين عمليات إرهابية ممنهجة يُقتل فيها أطفال وبين مقتل أطفال خلال عمليات الجيش الإسرائيلي». وزاد: «إذا لم نحدّد الفارق، وإذا سمحنا بمثل هذه المقارنة الكاذبة، فإن الإرهابيين سينتصرون. وأؤمن بأن هذا هو الموقف الفرنسي».