كشفت الفنانة التشكيلية ريما الريس أن التشكيليات السعوديات يواجهن تحديات وصعوبات، «من أبرزها القيود التي يفرضها المجتمع التي ليس لها أساس، فتحدُّ من التعبير عن أفكارها ومعتقداتها، ولا تخالف تعاليمنا وشعائرنا». وأكدت الريس في حديث ل«الحياة» أن أي فنان أو فنانة «يعتمد على غيره في فنه هو عبارة عن فقاعة سرعان ما تتلاشى في الهواء، فالفن أخلاق أولاً وأخيراً، وأخلاق الفنان الصادق لا تسمح بأن تنسب إليه أعمال ليست من إبداعه فأين متعة الإبداع». وفيما يخص النقد الفني، أوضحت قائلة: «إننا لا نجد نقداً حقيقياً إيجابياً لتطوير الفنان التشكيلي ومعرفته بنقاط ضعفه وقوته. نحتاج إلى نقاد نثق بهم وبقدراتهم على النقد الإيجابي لنستفيد في تطويرنا فنياً». وأشارت الريس إلى أن الفنانين التشكيليين في الخارج «يعانون من عدم توافر المعارض الخارجية وإمكان المشاركة فيها إلا بجهودنا الخاصة. فلا أحد يتكفل بموازنة مشاركتنا، إضافة إلى عدم استقطاب فنانين عرب إلى المملكة، ولا إقامة معارض جماعية بهدف التواصل الفكري». وبينت أن الاتهامات «لها تأثير سلبي في ذوي الثقة المهزوزة، لكنه إيجابي في ذوي الثقة القوية ويزيدهم شموخاً وعزة بأنفسهم، واثق الخطوة يمشي ملكاً»، وحول دور جمعية التشكيليين أضافت: «إننا لا نستطيع أن ننكر دور الجمعيات التشكيلية للفن والفنانين، حتى لو كان هذا الدور يحتاج إلى عطاء ودعم أكبر مما يقدم، لكي نثبت أنفسنا كفنانين سعوديين إلى العالم». ولفتت الريس إلى أنها ستشارك في ملتقى الفنانين التشكيلين في القاهرة الذي يعد أول ملتقى للفنانين بالقاهرة بعد الثورة، مع نخبة من الفنانين. وقالت إن التشكيلي السعودي «بات يلفت أنظار العالم بأفكاره وطريقة عمله». وأشارت الريس إلى أن تجربتها بدأت منذ بدء تكوينها، «كبرت وكبرت معي موهبتي وأحلامي. تعلمت تعليماً ذاتياً، وجعلت شعاري القراءة لما هو مفيد لخيالي ولمكامن نفسي، لكي أستطيع أن أحلق في عالم الإبداع وأترك بصمة اسمها ريما الريس في الساحة الفنية. أما عن أبرز محطاتي، فكل خط أو لون رسمته بريشتي. حرف أو بيت قصيدة كتبته بقلمي هو محطة مهمة في حياتي الفنية. فأنا لا أنظر إلى ما حققت من إنجازات بل إلى ما لم أحقق بعد. وأسعى دائماً إلى تطوير أدواتي لأبحر بصدق في عالم الإبداع الفني». وبينت الريس أن مشاركاتها في معارض فنية «أثرت تأثيراً إيجابياً وملموساً في شخصيتها الفنية. فاختلاط الفنان بغيره خارج وطنه يساعده في توسيع مدارك الإبداع، وتبادل الخبرات وتعلم ما هو جديد دائماً». وأشارت إلى أن الدور الذي تلعبه «الفنانة القديرة منى القصبي، يبرز من خلاله حرصها الدائم على علاقتها الطيبة بفنانين وفنانات الساحة التشكيلية، وهي معروفة بدعمها الدائم لهم وللحركة التشكيلية. فكل فنان يعتبرها المثل الأعلى له في فنها واحترامها لذاتها ولغيرها حتى المبتدئين». وفيما يخص الخامات التي تستعملها وطبيعة تأثيرها في تجربتها، قالت إن الخامات «لها عوالم طبيعية مختلفة أشعر بها أولاً وأفهم خصائصها، وفي أحيان كثيرة تبوح لي بأسرارها لتمكيني من تطويعها في إنجاز العمل الفني». وأوضحت أن بعض أعمالها «تتميز بالتركيب والتجميع»، مشيرة إلى أن هذا الفن «يعتمد على القص ولصق عديد من المواد معاً، فعند الجمع بين أكثر من خامة يظهر تكوين جمالي جديد فيه كثير من الإبداع. فهو تحدٍ مشوق بين الخامة والفنان لإنهاء العمل. ولقد استخدمت كثيراً من الخامات المختلفة في أعمالي الفنية، وانتهت تجربتي بنجاح وإيجاد حالة من الإبداعات المختلفة». وأضافت الريس أن هناك «منطقة مشتركة حسية بين الفن التشكيلي والأدب، فهما لغتان مختلفتان في القواعد والأدوات. وما أجمل أن يشتركا مع بعضهم بعضاً ليكون العمل الفني مطروحاً لغوياً وبصرياً. وفكرة الرسم والشعر تكلم عنها الفلاسفة المسلمون. وإذا كانت العلاقة بين الشعر والتشكيل لم تتجاوز في العصور القديمة إلى حد المؤالفة، فإنها أخذت في إرساء دعائمها انطلاقاً من أواخر القرن ال19 إلى يومنا هذا، إذ وصلنا إلى الإحساس بشاعرية الرسوم وروعة الشعر».