انتقد المخرج السعودي فهد الأسطاء انتشار مصطلح «مخرج سينمائي» على كثير من التجارب السعودية الشابة، وقال إنه لقب أصبح متاحاً للجميع، حيث بات «كل من يحقق شريطاً صغيراً يحمل هذا اللقب، مع أنه معروف على المستوى الفني والفكري، أن لقب المخرج لا يعود إلا لمن يملك رؤية فنية وتقنية وبصرية أو فكرية رسالية»، موضحاً أن الأعمال السعودية الفيلمية «لا تزال في طور التجربة ولم تكتمل كظاهرة وهوية رغم أنها قاربت 200 فيلم». جاء هذا الكلام في ندوة «تجارب سعودية في الإخراج» قدمها الأسطاء في النادي الأدبي بالرياض بتنظيم لجنة السرد في النادي، وعرض فيها جانباً من تجربته الإخراجية من خلال فيلم وثائقي اجتماعي. كما شاركت في الندوة المخرجة السعودية هناء العمير التي عرضت تجربتها الخاصة عن توثيق لقاء ما بين فرقتين موسيقيتين، تنتميان إلى ثقافتين مختلفتين الأولى من الأرجنتين تقدم موسيقى التانجو، والثانية هي عبارة عن فن السامري من فرقة عنيزه في السعودية، متحدثة عن وجود «لغة موسيقية ثالثة بين أعضاء الفرقتين كسرت الفوارق بين الثقافتين أثناء زيارة الفرقة الأجنبية لمنطقة القصيم قبل عامين». في الندوة سرد الأسطاء مراحل التجارب السينمائية السعودية، بدءاً من أول عملية إخراج عام 1977 مع المخرج عبدالله المحيسن في فيلم «اغتيال مدينة» ثم «الإسلام جسر المستقبل» ثم فيلمه الثالث الذي قدم فيه رؤية خاصة عن غزو الكويت وحرب الخليج. وقال إن هذه الأفلام «شاركت في مهرجانات عالمية عدة وحازت بعض الجوائز، مثل جائزة نفرتيتي لأفضل فيلم قصير عن «اغتيال مدينة». وتابع الأسطاء الحديث عن مرحلة المهرجانات السينمائية، التي بدأت في السنوات الأخيرة وأبرزت أسماء مثل المخرجة هيفاء المنصور وأفلامها مثل «الرحيل المر» و «أنا والآخر» و «نساء بلا ظل». ثم المخرج عبدالله العياف، الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في مسابقة أفلام الإمارات عن فيلم «إطار» 2006، وجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان الخليج السينمائي عن فيلم «عايش» 2010. ثم المخرج بدر الحمود، الذي حقق الجائزة الثالثة لأفضل فيلم قصير في فئة الطلاب عن فيلم «أبيض وأبيض» عام 2007. وآخرين وعدد من المجموعات السينمائية، مثل مجموعتي «القطيف فريندز» وأبرز أفلامها «بقايا طعام» 2007 للمخرج موسى آل ثنيان. إلى جانب مجموعة تلاشي السينمائية، التي قدمت 12 فيلماً منذ عام 2009 وحصلت على جائزة خاصة من لجنة التحكيم في مهرجان الخليج السينمائي وجوائز أخرى. موضحاً أن المشاركة السعودية في المهرجانات، «تدنت في عام 2011 إذ لم تتجاوز 3 أفلام فقط». وقال الأسطاء إن هناك أيضاً راشد الشمراني، الذي شارك بفيلمه الكوميدي «صباح الليل» في مهرجان الخليج السينمائي 2008 وحصل على جائزة تقديرية، إضافة لتجربة فيلم «انتقام» للشاب وليد مطري الذي حصل على جائزة ثاني أفضل فيلم روائي في مهرجان الخليج السينمائي لعام 2009. وختم الأسطاء حديثه بالمرحلة الأخيرة، التي كانت مرحلة الإعلام الجديد، المتمثلة في أفلام صنعت خصيصاً لليوتيوب، أو الأفلام التي أتت لتتبع بعض البرامج الشهيرة وأشهر أفلام هذه المرحلة، في رأيه، فيلم «مونوبولي» لبدر الحمود، الذي بلغ عدد مشاهديه مليون مشاهد خلال الأسبوع الأول لعرضه.