التقى قائد الجيش الباكستاني الجنرال إشفق برويز كياني في إسلام آباد امس، مع الجنرال جون الن، قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي المعنية بالوضع في الخليج العربي وجنوب آسيا وافغانستان، والجنرال جيمس ماتيس قائد القوات الأميركية في افغانستان، لبحث إمكان إعادة العلاقات والتنسيق على الحدود إلى عهده السابق قبل الغارة التي شنتها مروحيات اميركية على بلدة صلالة الحدودية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حين سقط 24 جندياً باكستانياً. جاء ذلك غداة لقاء الرئيس الأميركي باراك اوباما رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني على هامش القمة النووية في سيول، حيث تعهدا العمل لتحسين العلاقات التي شهدت تدهوراً كبيراً خلال الشهور الماضية. ويفترض ان يقر البرلمان الباكستاني خلال ايام مراجعة لسياسة التعاون مع الولاياتالمتحدة، يمكن ان تفتح الباب امام استئناف حركة عبور امدادادت الحلف الأطلسي (ناتو) الى افغانستان. ولا تزال إسلام آباد تمنع، بسبب هجوم صلالة، مرور إمدادات قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان عبر اراضي باكستان، والتي تشكل نسبة 80 في المئة من إمدادات الحلف. لكن واشنطن تعول على حاجة حليفها لأموال بسبب تدهور الاقتصاد الباكستاني وتزايد العجز في الموازنة لمعالجة الأمر، في مقابل زيادة المنحة المالية الأميركية المدنية والعسكرية لباكستان وتسهيل منحها قروضاً من المؤسسات المالية الدولية. وكان الجيش الأميركي ربط، في تحقيق اجراه، الغارة بقلة تنسيق الباكستانيين مع عسكرييه وانعدام الثقة بينهما، وهو ما رفضه الجيش الباكستاني الذي اعتبر التحقيق منحازاً وتجاهل حقائق اكدت كونه عملاً مدبراً ومتعمداً. وأشار الى ان الأميركيين رفضوا التعاون معه في التحقيقات. وتؤكد باكستان أن القوات الأميركية في افغانستان تصرفت في شكل منفرد وانتهكت سيادة البلاد مرات العام الماضي، أهمها لاغتيال زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد مطلع ايار (مايو) 2011. وتطالب إسلام آباد الأميركيين بتقديم اعتذار رسمي وعلني عن مقتل جنودها ال24، لكن واشنطن لا تزال ترفض هذا الامر. وتعزو مصادر أميركية ذلك الى خشية الرئيس اوباما من مواجهة انتقادات واسعة من المرشحين الجمهوريين للانتخابات الرئاسية، وهو ما حصل بعد اعتذاره عن حادث حرق جنود أميركيين نسخاً من القرآن الكريم في قاعدة بغرام قرب كابول الشهر الماضي.