علمت «الحياة» ان تنظيم «الدولة الإسلامية» اتخذ سلسلة اجراءات احترازية في الموصل خوفاً من ردود فعل شعبية، بعد يوم على تفجيره مرقد النبي يونس الذي يعتبر ابرز معالم المدينة منذ مئات السنين، ودانت قوى وشخصيات سنية قريبة من الفصائل المسلحة الحادثة لتزيد الخلافات بين الطرفين. وقال قيادي في احد الفصائل ل «الحياة» امس ان تنظيم «الدولة الإسلامية» اتخذ اجراءات احترازية خوفاً من غضب شعبي بعد تفجير مرقد النبي يونس وسط المدينة وإقدام التنظيم على نهب محتوياته قبل تفجيره. وأوضح ان «عدداً من رجال الدين في المدينة عقدوا اجتماعاً بحضور المسؤول عن ادارة مرقد النبي يونس واتفقوا على ادانة الحادثة، والبحث في امكان اقامة تظاهرة سلمية بعد صلاة الجمعة ولكن الدولة الإسلامية» استبقت الأمور. وأوضح أن «داعش حذر خطباء الجمعة من طرح القضية، كما نشر عناصره في عدد من الجوامع الكبيرة في المدينة لترهيب المصلين ومنعهم من التفكير في تنظيم تظاهرة». وقال ان هذه الحادثة وحادثة تهجير المسيحيين «عمقت الخلافات بين الفصائل المسلحة والدولة الإسلامية»، وأشار الى أن حملات التنظيم للبحث عن قادة الفصائل المسلحة ونزع الأسلحة من الأهالي متواصلة. ودانت «هيئة علماء المسلمين» بشدة تفجير مرقد النبي يونس، وأوضحت في بيان ان «التفجير الذي استهدف جامع (نبي الله يونس) بالعبوات الناسفة التي أتت عليه من القواعد بما فيه من مصاحف ومقتنيات تعد سابقة خطيرة للغاية»، وأشارت الى ان الأنباء الواردة من الموصل اختلفت في من يقف وراء هذا التفجير. وأكد البيان ان «هذا العمل الإجرامي فيه جرأة كبيرة على الله (...) وألحق الأذى الكبير بأهالي مدينة الموصل الذين يرون في هذا الجامع المبارك معلماً من معالم مدينتهم وجزءاً من ثقافتهم وتاريخهم». واستنكر ديوان الوقف السني الحادثة، وقال في بيان انه «يستهجن ويستنكر بأشد العبارات العمل الجبان الذي طاول مرقد النبي يونس في الموصل»، وأشار الى ان «هذا العمل ارتكب على ايدي ثلة ضالة مجرمة»، وأضاف أن «مثل هذه الأعمال تنم عن جهل وضلالة أصحابها». ونشر الحساب الرسمي ل «الدولة الإسلامية» على «تويتر» تعليقات جاء فيها ان تفجير المراقد والأضرحة بما فيها مرقد النبي يونس «واجب شرعي»، وانتقد المعترضين على ذلك، ونشر مقالات لعدد من رجال الدين تؤيد هدم المقابر. وتداول ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي فيديو وصور تفجير مرقد النبي يونس من أعلى اسطح المنازل، في لحظة ارتفاع دخان بلون أحجار المرقد المائلة إلى البيج الفاتح. وبعد ساعات على تفجير المرقد، انتشرت على «فايسبوك» دعوات في الموصل، للتظاهر تنديداً بالحادثة، وتشكلت صفحات على «فايسبوك» باسم «كتائب النبي يونس» المسلحة، وقالوا ان هدفهم مواجهة «الدولة الإسلامية». ميدانياً، قالت مصادر عشائرية في محافظة ديالى ان «الدولة الإسلامية» أمهلت عدداً من الفصائل المسلحة السنية في ناحية السعدية بمغادرة الناحية أو مبايعتها خلال يومين. وفي الأنبار غرب بغداد، هاجم عناصر من «الدولة» بالهاون والصواريخ مقار الجيش في قضاء حديثة، هو ابرز معاقل الحكومة في الأنبار، اضافة الى ثكنات عسكرية منتشرة على طول الطريق الممتد بين الفلوجة وبغداد في مناطق الزيدان وإبراهيم بن علي. وقال مصدر في «قيادة عمليات الأنبار» ل «الحياة» ان «تنظيم داعش قصف قوات الجيش المنتشرة في سد حديثة»، وأشار الى ان «معلومات استخباراتية تؤكد نية التنظيم الهجوم على القضاء للسيطرة عليه». وأشار إلى أن «القوات العسكرية وبمساعدة عدد من العشائر تستطيع صد أي هجوم». وحذر من محاصرة القضاء وقطع طريق الإمدادات بين الرمادي وحديثة. ولفت المصدر الى ان «ثكنات عسكرية منتشرة في قرى وبلدات واقعة بين بغداد والفلوجة وأبرزها قرى الزيدان وإبراهيم بن علي تعرضت فجر اليوم (امس) الى هجمات من قبل داعش، بالتزامن مع العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش شمال قضاء الكرمة منذ أيام». وفي ناحية جرف الصخر، شمال بابل تضاربت الأنباء بشأن سيطرة «داعش»على الناحية التي تعتبر مكاناً استراتيجياً يقع بين محافظاتبغداد وبابل والأنبار وتتسم بوعورتها. وأفاد مصدر أمني في بابل امس بأن عبوة ناسفة انفجرت على موكب آمر الهندسة العسكرية في قيادة عمليات بابل العميد عبد الكاظم المرشدي، مساء اول من امس في جرف الصخر ما أدى إلى مقتله. وقال محافظ بابل صادق السلطاني في تصريحات صحافية اول من امس إن أكثر من 100 مسلح قتلوا ودمرت مخابئ للأسلحة ومعامل لتصنيع العبوات خلال عملية عسكرية مباغتة شمال المحافظة، وأكد ان هناك أجزاء قليلة، من ناحية جرف الصخر وقعت تحت سيطرة المسلحين وسيتم تطهيرها خلال اليومين المقبلين.