أدت الأجواء الباردة والماطرة الى انخفاض عدد المشاركين في مسيرة امس التي دعت اليها الجبهة الوطنية للإصلاح وأحرار الطفيلة احتجاجاً على التهاون مع الفاسدين ومحاولات تشويه الحراك واعتقال ناشطين من حراك شباب الطفيلة، لتصل الى 600 مشارك في مقابل وجود أمني كثيف من شرطة ودرك تحسباً لما توقعوه من تدفق للمعارضين. وانطلقت المسيرة كالعادة عقب صلاة الجمعة من المسجد الحسيني وسط عمان ورفعت شعار «لا للقبضة الأمنية، لا للتهاون مع الفساد». وردد المشاركون هتافات حامية ضد حبس 22 ناشطاً من أحرار الطفيلة وإحالتهم على محكمة امن الدولة بتهمة اطالة اللسان في مقابل التهاون مع الفاسدين ومن توغلوا في نهب المال العام. ومن بين هذه الهتافات: «يا للعار يا للعار، حرامي حبس الاحرار»، و «اسجن واقتل يا ابن حسين، هذا كله دين بدين». وشهدت المسيرة خلافاً بين المشاركين الحزبيين الذين رفعوا الاعلام الحزبية والمشاركين من حي الطفايلة الذين اعترضوا على رفع اعلام الاحزاب وتجاهل رفع العلم الاردني، وانتهى الامر برفع العلم الاردني فقط. كما تعرضت المسيرة الى رمي مكثف بالحجارة من جانب افراد من جماعة «الولاء والانتماء من اجل الوطن وقائد الوطن» بعدما اعتلوا اسطح البنايات المجاورة وامطروا المشاركين بوابل من الحجارة اصاب بعض الناشطين. وسادت الفوضى المسيرة اثر هذا الاعتداء إلى أن اعاد المنظمون ضبطها، لترتفع بعد ذلك الشعارات والهتافات التي حمّلت جهات عليا مسؤولية هذا الاعتداء والتي قالت «بكفيش الدرك اكتار، ضربونا الزعران بحجار»، و «يا اللي بترمونا بحجار، مين اعطاكم القرار»، و «حرامية وعصابة». وفي الطفيلة جنوباً التي يشهد حراكها أعلى سقف للهتافات والمطالبات ضد الفاسدين وحيث اعتقل 22 ناشطاً من شبابها، انطلقت مسيرة بعد صلاة ظهر الجمعة من أمام المسجد الكبير بمشاركة قوية من أبناء المحافظة ورئيس المكتب السياسي في حزب جبهة العمل الإسلامي، عضو مجلس شورى الاخوان زكي بني ارشيد الذي أكد تضامنه مع الموقوفين من أبناء حراك الطفيلة. وفي معان جنوباً واربد شمالاً، خرجت مسيرتان تحت شعار «إسقاط مجلس النواب المزور»، دعتا الى حل مجلسي النواب والاعيان والحكومة وتشكيل حكومة انقاذ وطني ومحاسبة كل من سرق المال العام واراضي الخزينة والافراج عن معتقلي حراك الطفيلة. واستنكر المشاركون في مسيرة معان تصعيد الاجهزة الامنية بحق شباب حراك الطفيلة، معتبرين ان الحكومة تقف متفرجة على ما يحدث من قمع للحريات والتصعيد الخطير الذي بدأ بتبرئة الفاسدين في قضية خصخصة الفوسفات التي ناقشها مجلس النواب وانتهى بسجن احرار الطفيلة وتشويه سمعة الناشطين. ووجه المشاركون تحية الى احرار الطفيلة الذين «لم يعرفوا العصيان أو البهتان، لم يعرفوا الغدر أو التآمر أو التحطيب في حبال الآخرين، بل هم مهرة أصيلة تجيد الصهيل حين تشم رائحة الزلازل العاتية على الوطن». واعتبروا مجلس النواب حاجزاً في طريق الاصلاح والغاية المنشودة في الوصول الى الوطن الذي يريده الشعب. ورفع المشاركون هتافات وشعارات من بينها «يا نواب يا نايمين مين باع الاردن مين»، و «لا اله الا الله والفاسد عدو الله»، و «جمعة اسقاط مجلس النواب»، و «هل بقي كرامة في ضمير مجلس 111»، و «اين النظام عن هذا الفساد»، و «سارقو الفوسفات من هم .. نسيب أم صهر؟» وقال احد ناشطي ائتلاف شباب معان ان المسيرات والهتافات هي «من صميم الآلام، آلام الشعب المستغل وآلام الشعب المقهور في نوابه». وفي محافظة الكرك، انطلقت عقب صلاة الجمعة مسيرة من أمام المسجد العمري في المدينة وشارك فيها الحراك الشبابي والشعبي تحت عنوان «جمعة دعم الأحرار»، دانت حملة التوقيف التي طاولت ناشطي حراك الطفيلة، كما دانت رفع اسعار الكهرباء والمحروقات والمواد الغذائية وتبرئة مجلس النواب للمتهمين في قضية خصخصة شركة مناجم الفوسفات. وأكد المشاركون استمرارية الحراكات المطالبة بالاصلاح واستخدام الوسائل السلمية بتحقيق الاهداف المشروعة. وفي موازاة ذلك، نظمت حركة «الاردن بيتنا» التي اسست مطلع العام الحالي مسيرة انطلقت من دوار صلاح الدين وسط مدينة الكرك تحت شعار «انقاذ الوطن»، ودعت الى الحوار الوطني الشامل في سبيل تحقيق الاولويات الوطنية الكفيلة بإخراج البلاد من الازمة الخانقة التي يمر بها، ووضع خطة وطنية شاملة يكون مدخلها قانون انتخابات يعبر عن طموح الاردنيين وصولاً الى مجلس نواب قادر على ادارة شؤون الوطن.