شارك آلاف المسيحيين في احتفالات عيد «نوروز»، وهو العيد القومي للأكراد، لكنهم لم يخفوا قلقهم على مستقبلهم في اقليم كردستان. ويأمل مسيحيو الإقليم في أن تكون الأحداث التي وقعت مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي وطاولت عدداً منهم، عفوية ولا تحمل طابعاً مشابهاً لما تعرضوا له في باقي المناطق من تهديد لوجودهم، وقد تراجع عددهم إلى النصف بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003. وفي ناحية عنكاوا (4 كلم شمال أربيل) ذات الغالبية المسيحية، نظمت السلطات المحلية احتفالاً، وارتدى الكثير من المسيحيين الزي الكردي التقليدي، وحملوا الأعلام الكردية تعبيراً، وشاركوا بالاحتفال على وقع أنغام الدبكات الكردية الشهيرة، وتركزت الكلمات التي ألقيت على وحدة الصف ونبذ التفرقة، وفي اليوم التالي خرجت آلاف الأسر في نزهات إلى ضواحي المدينة، في مراسم تشبه احتفالاتهم بأعياد السنة البابلية الاشورية أول نيسان (ابريل). وقال المطران بشّار متى وردة، رئيس أساقفة أبرشية أربيل الكلدانية والمُدبّر البطريركي لأبرشية زاخو ونوهدرا، في تصريح إلى «الحياة»، إن «الهواجس التي تساور بعض المسيحيين هي من المجهول، صحيح أن إقليم كردستان يتمتع باستقرار جيد، ولكن الخوف مرتبط بالعراق ومنطقة الشرق الأوسط ككل، هناك من يرغب بالهجرة ولكنها لا ترقى إلى مستوى ما يجري في باقي مناطق العراق». واضاف إن «أحداث زاخو شكلت أزمة ثقة كبيرة، وسلطات الإقليم شعرت بهذه الأزمة واستجابت بشكل سريع وأظهرت رفضها لهذه الحالة الطارئة ووعدت بألاّ تتكرر، لكن الإجراءات التي اتخذت كانت بطيئة». وأشار وردة إلى أن «مستقبل المسيحيين مرهون بأن نعمل من أجله، ولا ننتظر ما هو آت، إذ بعض الظروف جيدة، لكن مازالت العملية السياسية غير ناضجة، وإذا أردنا الحفاظ على مسيحية عراقية أو مشرقية يجب أن نحافظ على الجذور». وذكرت شذى صليوا (32 سنة)، ان «أوضاع الإقليم مستقرة، سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي، لكن كثيرين يشعرون بأن ما أنجز حتى الآن في الإقليم بني على أرض رخوة، وهناك قلق من أن تهتز الأمور في أي لحظة»، وأضافت: «باختصار، لا توجد ضمانات، ونحن بطبيعتنا سئمنا الحروب والتشرذم، وحان أن ننعم بحياة مستقرة». من جانبه، قال الشاب آلان إيليا (25 سنة) إن «ما يجري من أحداث وصراعات سياسية في الإقليم أو العراق ككل، أفقدت ثقة الكثيرين الذين كانوا ينتظرون أن تنعم البلاد بالاستقرار، خصوصاً بعد زوال النظام السابق، لنتذكر أيام تشكيل الحكومة الأخيرة وصراعات الكتل، وها هي أزمة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، وقد دخل الإقليم بسببها على الخط في صراع جديد مع بغداد».