احتفل المسيحيون من الكلدان السريان الاشوريين في العراق برأس السنة البابلية الاشورية الجديدة (اكيتو) الذي يصادف الاول من نيسان (ابريل) من كل عام. وأحيت مدن مسيحية عدة هذه المناسبة، فيما قررت مناطق أخرى عدم الاحتفال هذا العام تضامناً مع ما يتعرض له مسيحيو مدينة الموصل من اعتداءات. وأحيا الآلاف في مختلف ارجاء العراق وبلدان المهجر التي توجد فيها الجالية العراقية رأس السنة البابلية الاشورية (اكيتو) الجديدة 7310 حيث تنظم رقصات ودبكات شعبية. وحرصت الاحزاب والقوى السياسية المسيحية على توجيه رسائل وبيانات مباركة بالمناسبة وجددت مطالبتها بضرورة اشراك المكون المسيحي بفعالية في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، فيما كررت احزاب مسيحية أخرى مطالبها بمنح المسيحيين في العراق منطقة للحكم الذاتي في مناطق وجودهم. وشهدت دول عدة مثل استراليا، الولاياتالمتحدة، السويد، ايران، فرنسا وكندا احتفالات للجاليات العراقية بمناسبة «عيد اكيتو». ويعتقد الكلدان والاشوريون انهم يتحدرون من سلالة الامبراطوريتين الكلدانية والاشورية اللتين حكمتا مناطق شاسعة من العراق والمنطقة لفترة طويلة. ويرى البعض أن الانتماء يجب ان يولي للدين والهوية المسيحية التي يرونها أكثر شمولية من التسميات القومية، فيما يؤكد آخرون ضرورة ان تكون الهوية القومية مستقلة عن الهوية الدينية. وركز عدد من وسائل الاعلام العراقية على احتفالات اكيتو، مشدداً على أنه عيد لجميع العراقيين وعيد للحضارة العراقية الموغلة في القدم. وبموازاة ذلك، أعلنت عدة مناطق مسيحية عدم إحيائها احتفالات رأس السنة البابلية الاشورية لهذا العام للتعبير عن التضامن والتكاتف مع مسيحيي الموصل الذين يتعرضون لحملات ملاحقة. وفي هذا الصدد اعلنت بلدة عنكاوا، التي تعد أكبر منطقة مسيحية في محافظة اربيل، عن عدم تنظيم أية احتفالات رسمية لمناسبة «اكيتو» تضامناً مع مسيحيي الموصل. وطالب المسؤولون في تصريحات صحافية الحكومة الاتحادية في بغداد ببذل اقصى المساعي لدرء المخاطر عن مسيحيي الموصل وحماية حياتهم من المجموعات المسلحة. وكانت حملة قتل وتهجير تجددت قبيل الانتخابات التشريعية الاخيرة في مدينة الموصل راح ضحيتها عشرات المواطنين فيما هجرت مئات العائلات من مناطق سكنها. وهنأ رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الآشوريين والكلدان والسريان في العراق وفي اقليم كردستان بمناسبة عيد اكيتو ورأس السنة الآشورية البابلية. ويعود الاحتفال بهذه المناسبة في الأول من نيسان إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الالف الثاني قبل الميلاد. و»اكيتو»، او كما يسمى بالسومرية «أكيتي» عند الكلدانيين والاشوريين، يعني تجدد الحياة في الاول من نيسان الذي كان يعد عندهم اول ايام الربيع، حيث كان منهاج الاحتفال باكيتو يستمر 12 يوماً تتخللها طقوس مهيبة احتفاء بتجدد الطبيعة والحياة وبدء عام جديد، وهو يتزامن مع اعياد نوروز. ويتمحور الاحتفال حول الاله البابلي «مردوخ» الذي ينتصر على جميع الآلهة في العالم السفلي ويترأس الالهة جميعاً. وحرصت مدن الامبراطوريتين البابلية والاشورية على الاحتفال بهذا العيد حيث كان الملوك يشاركون به شخصياً. وأبرز مظاهر الاحتفال كانت تتم في شارع الموكب المؤدي الى بوابة عشتار في مدينة بابل القديمة. يذكر أن «اكيتو» تزامن هذه السنة مع عيد الفصح وأعياد قيامة السيد المسيح التي سيحتفل بها المسيحيون الاحد المقبل.