أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «الاتفاق على مجموعة خطوات» في اجتماعات عقدها في الدوحة مع كبار المسؤولين القطريين، مؤكداً «بدء التحرك في شأن خطة جديدة يشمل ذلك الأممالمتحدة وميثاق جنيف الرابع والجمعية العامة ومؤسسات الأممالمتحدة الأخرى»، لافتاً الى استمرار «الجهود للتغلب على العقبات التي تعترض سبيل المصالحة» لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة، ونوّه ب «صدق» رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل و «إخلاصه». وذكر عريقات في حديث الى «الحياة» انه نقل رسالة من الرئيس محمود عباس الى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، كما التقى رئيس الوزراء وزير الخارجية رئيس لجنة متابعة مبادرة السلام العربية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، مشيراً الى «الاتفاق مع قطر بصفتها ترأس لجنة مبادرة السلام العربية، على مجموعة خطوات، لأن رافعتنا الآن ونقطة ارتكازنا وتحركنا يتم عبر هذه اللجنة». وأضاف ان «عباس سيوجه رسالة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال أيام ستضع النقاط على الحروف وتحدد مسؤوليات والتزامات، وتطلب من اسرائيل أن تقر بالتزاماتها، وسننتظر بعض الوقت بعد ارسال الرسالة». وأضاف ان «العلاقة القائمة بيننا واسرائيل هي علاقة سلطة هدفها نقل شعبها الى الاستقلال، وليس لها أي دور وظيفي آخر». ولم يستبعد عريقات امكان استئناف عملية السلام، وقال «في اللحظة التي توقف اسرائيل الاستيطان بما يشمل القدس وتقبل مبدأ الدولتين على حدود عام 1967 سيصار الى استئناف المفاوضات، وقبل ذلك فالمفاوضات ليست هدفاً في حد ذاته». إلا انه رأى عدم حصول تغير في الموقف الاسرائيلي «فالحكومة الاسرائيلية مستمرة الآن في الاستيطان، وهي المسؤولة عن تعطيل عملية السلام والمفاوضات لأنها عندما خيرت بين السلام والاستيطان اختارت الاستيطان». ولفت عريقات الى «توافق فلسطيني قطري اردني سعودي مصري سوداني عماني عراقي ومع كل الدول الأعضاء في لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، وهناك خطة معتمدة سنسير عليها تشمل (التحرك) الى الأممالمتحدة وميثاق جنيف الرابع والجمعية العامة للأمم المتحدة ومؤسسات الأممالمتحدة الأخرى». وأضاف «لا استطيع تحديد موعد بدء التحرك لكن الأمور بدأت» لافتاً الى «ما يحدث في مجلس حقوق الانسان في جنيف». ونفى تجميد لجنة متابعة مبادرة السلام العربية أعمالها، وأضاف ان السلطة الفلسطينية ستطلب اجتماعاً جديداً للجنة، وقال «نحن نعتمد الى حد كبير على المساعدات العربية». ونفى عريقات أي تغيير في مواقف الدول المانحة للمساعدات للسلطة الفلسطينية، ولفت الى ان «الاتحاد الاوروبي قدم مزيداً من الدعم في اجتماع بروكسيل الأخير وفي لقاءات رئيس الوزراء سلام فياض، وكل الدول الأوروبية المانحة تلتزم بما عليها. وهناك موقف موحد من الدول المانحة وهو ان بناء المؤسسات الفلسطينية هو الطريق الى الوصول الى الدولة الفلسطينية، لكن اسرائيل تمنع ذلك». ونوّه عريقات ب «تصويت فرنسا لصالح عضوية دولة فلسطين في يونسكو» وتوقع ان «يكون عدد الدول التي ستؤيدنا، حينما نقرر التوجه الى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على عضوية الدولة الفلسطينية، مذهلاً جداً». وعن سبب عدم تشكيل حكومة التوافق في ضوء اتفاق الدوحة بين حركتي «فتح» و «حماس» قال عريقات «للأسف هناك بعض العقبات، والرئيس عباس مصمم على تجاوزها، وأستطيع أن أشهد في لقاءاتنا مع الأخ خالد مشعل انه رجل صادق وأمين ومخلص. إلا ان هناك عقبات تعترض سبيل المصالحة نأمل بأن يتمكن من التعامل معها وازالتها بأسرع وقت». وفيما رفض الخوض في تفاصيل هذه العقبات قال «ليس لدينا مصلحة في عدم المصالحة الفلسطينية، وهذا الانقسام جرح، وإن لم نساعد أنفسنا كفلسطينيين فلن يساعدنا أحد. ولا قيمة لنا في الأممالمتحدة أو بين العرب أو في اوروبا أو أميركا اللاتينية قبل أن نكون انهينا الانقسام وحققنا وحدتنا»، وأشار الى ان عباس سيلتقي مشعل الشهر المقبل. وتوقع اعلان الحكومة الفلسطينيةالجديدة «في أية لحظة، وقد يحدث في فترة زمنية ليست طويلة». وتطرق عريقات الى الثورة في سورية وموقف السلطة مما يجري فيها فقال: «أحداث سورية مؤلمة جداً، وهي تؤثر على الجميع، لكن قضية فلسطين أكبر من أن تطمسها أية قضية أخرى». وأضاف «نحن قلنا منذ البداية أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة عربية، نحن نحترم خيار الشعوب ونأمل أن يتمكن الأشقاء في سورية والشعب السوري العظيم من تحقيق طموحاته وارادته، فارادة الجماهير يجب أن لا تحبط على الاطلاق، ونحن نحترم خيارات الشعوب»، واعتبر ان ثورات الربيع العربي «أكبر داعم للقضية الفلسطينية، وفلسطين هي المستفيد الأول والأكبر مما يحدث في العالم العربي».