وصل الرئيس محمود عباس (ابو مازن) الى الدوحة امس للمشاركة في اجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية الذي يعقد اليوم برئاسة رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وذلك في مؤشر الى «حرص القيادة الفلسطينية على متابعة واستكمال آفاق تحركها الذي دشنته في الأممالمتحدة في شأن طلب العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية في المنظمة الدولية» على حد قول مصادر فلسطينية. ويرافق عباس وفد يضم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ومستشارا الرئيس للشؤون السياسية نبيل ابو ردينة، وللشؤون الديبلوماسية مجدي الخالدي. وقالت مصادر تحدثت الى «الحياة» إن الاجتماع، وهو الأول بعد تقديم عباس طلب العضوية لمجلس الامن، سيركز على «بحث خيارات» التحرك في الفترة المقبلة في ضوء تقويم المواقف الدولية والاسرائيلية، كما سيحدد الاجتماع «سبل» التحرك في ظل دعم عربي كبير للموقف الفلسطيني في شأن العضوية الكاملة. ومن المقرر ايضاً ان تقدم سورية ردها اليوم على لجنة عربية زارت دمشق قبل أيام برئاسة رئيس الوزراء القطري. ويلتقي عباس خلال زيارته الرسمية للدوحة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء القطري، ويبحث معهما في الوضع الفلسطيني الداخلي، والاعتداءات الإسرائيلية على الشعب، واستمرار بناء المستوطنات وفرض سياسة الأمر الواقع، وآخر جهود السلطة الفلسطينية لإتمام المصالحة الفلسطينية ولمّ الشمل الفلسطيني. وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير محمد صبيح إن لجنة مبادرة السلام العربية (لجنة المتابعة) ستجتمع اليوم في الدوحة لبحث آخر التطورات المتعلقة بالتحرك العربي والفلسطيني في مجلس الأمن. وأضاف في تصريح في القاهرة ان اللجنة تعقد اجتماعها على المستوى الوزاري بمشاركة الرئيس عباس، وبرئاسة رئيس الوزراء القطري، اذ سيستمع المشاركون إلى تقرير مهم من عباس عن الجهد الذي بذل اخيرا في شأن طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في مجلس الأمن. وأوضح أن عباس سيضع المشاركين أيضاً بصورة نتائج الاتصالات مع اللجنة الرباعية الدولية في خصوص عملية السلام، مضيفاً أن اللجنة الوزارية ستستمع إلى تقارير من الدول العربية عن تحركاتها واتصالاتها مع عدد من الدول المؤيدة والمعارضة لحصول فلسطين على عضوية كاملة في الأممالمتحدة. تقرير مصري إلى ذلك، رجح مصدر ديبلوماسي عربي أن تستمع اللجنة إلى تقرير تفصيلي من وزير الخارجية المصري محمد عمرو عن الجهود التي بذلتها بلاده لإتمام صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين في مقابل الجندي غلعاد شاليت، إضافة إلى الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية. من جانبه، قال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي إن «أهم العقبات التي تواجه الطلب الفلسطيني هو الفيتو الأميركي، إضافة إلى تردد بعض الدول الأوروبية في دعم المسعى الفلسطيني»، موضحاً أن كل هذه الأمور ستكون موضع بحث من جانب اللجنة العربية لمبادرة السلام في الدوحة. واشار إلى أن اللجنة ستدرس الخيارات المطروحة للتعامل مع وجود عقبات أمام تنفيذ الطلب الفلسطيني، وهل ستتضمن هذه الخيارات إعادة الموضوع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للنظر في وضع الدولة الفلسطينية ونقله (أي وضع الدولة) من حركة تحرير إلى دولة، وكذلك مناقشة الخطوة الأخرى لإعادة الطلب إلى مجلس الأمن كما حصل مع نماذج سابقة. وعن وجود مؤشرات لدى الجامعة العربية في شأن سير الطلب الفلسطيني، قال بن حلي إن هناك مؤشرات إيجابية من كثير من الدول التي أعلنت دعم الطلب الفلسطيني، وهناك بعض الدول الأوروبية ما زال متردداً، كما أن الولاياتالمتحدة تهدد باستخدام «الفيتو».