نشرت صحف أردنية محلية أمس الأربعاء بياناً أصدره انصار من التيار السلفي في الأردن يبايعون فيه زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) أبو بكر البغدادي. ويوجه البيان انتقادات لاذعة لمنظري التيار السلفي: عاصم طاهر البرقاوي (أبو محمد المقدسي) وعمر محمود عثمان (أبو قتادة)، لرفضهما "إعلان دولة الخلافة". ودعا بيان أنصار "داعش" (أبناء دعوة التوحيد والجهاد) "المقاتلين الأردنيين الذين يقاتلون تحت لواء جبهة النصرة في درعا والغوطة، إلى مبايعة داعش والتخلي عن النصرة". وتضمن البيان بنوداً ثمانية، بينها "التبرؤ من بيانات الشيخين المقدسي وأبي قتادة، وما أصدروه في حق الدولة الإسلامية، ونعتقد بأنها باطلة شرعاً وواقعاً، وعلى ذلك فهي لا تمثلنا ولا نرتضيها". وطالب الشيخين "بتقوى الله عز وجل، والتجرّد من الهوى، ونذكرهم بالموقف بين يدي الله ونعِظهم بأن الأعمال بخواتيمها، وأن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل". ودعا البيان المسلمين إلى "مبايعة الدولة الإسلامية، فهم الطائفة المنصورة الظاهرة على الحق في هذا الزمان، وأنهم أحق الناس بالنصرة والتأييد، لا سيّما في العراق والشام". كما دعا "البقيّة الباقية من إخواننا الصادقين في جبهة الجولاني، إلى المسارعة في التبرؤ من الجبهة وبيعة الدولة الإسلامية، ونخص بالدعوة إخواننا من أهل الأردن في درعا والغوطة". وأكد على علمهم بأن "ديدن الشيخين في الآونة الأخيرة، لا سيما الشيخ المقدسي، هو حشر من يخالفهم في زمرة الغلاة، فإننا نتبرأ من مسلك أهل الغلو في الأردن، حتى وإن زعموا نصرة الدولة الإسلامية، ونحن في هذا متسقون مع موقف الدولة أعزها الله في نبذها للغلو وأخذها على يد الغلاة، حتى وإن كانوا من جنودها، وهو أمر يعلمه الشيخان جيدا عن الدولة ولكن الإنصاف عزيز!". كما أكدوا أن بيانهم "يمثل الطائفة الأوسع من أبناء دعوة التوحيد والجهاد، أو ما يعرف بالتيار السلفي الجهادي في الأردن، وتتبناه الفئة الأكبر من أعيانهم وطلبة العلم وأصحاب السابقة في ساحات الجهاد من أبناء هذه الدعوة المباركة". وقالوا: "لم يصدّر هذا البيان باسم أبناء دعوة التوحيد والجهاد إلا لأن الموافق والمخالف – بمن فيهم الشيخ المقدسي - لَيعلم أن أنصار الدولة الإسلامية، هم الثلّة الأكبر من أبناء هذا التيار في الأردن، ولا عبرة بمن قد يخرج من المشغّبين الذين صدّرهم الإعلام وتعوّدنا سماع التصريحات المشبوهة منهم". وأكدوا في بيانهم أنه "لا بد أن ننوّه أنه كان من المفترض أن توقّع على هذا البيان، مجموعة كبيرة من أبناء هذا التيار بأسمائهم، إلا أنه منع من ذلك الحملة الأمنية الأخيرة على أنصار الدولة الإسلامية في الأردن، واعتقال بعضهم وتهديد بعضهم الآخر، بخاصة بعد اعتراض الكثير منهم على موقف الشيخين المقدسي وأبي قتادة وكان من آخرها اعتقال الأخ محمد الزهيري (شاعر القاعدة) فك الله أسره، وكذلك الملاحقة الأمنية للإخوة الذين طلبوا الشيخ المقدسي للتحكيم، والله المستعان". ولفت البيان إلى أنه "في هذا الخضم من الأحداث وتوالي البيانات والتصريحات المؤسفة، سواء من الشيخين المقدسي وأبي قتادة أو من بعض الشخصيات المتصدرة في الإعلام والمتحدثة – تجنّياً- باسم أبناء دعوة التوحيد والجهاد، فقد خرجت رسائل من الشيخ الصابر أبي محمد الطحاوي - فك الله أسره – فيها مباركة بفتوحات العراق والتي أسماها الشيخ بقادسية البغدادي، وفيها كذلك مباركة ومؤازرة لإعلان الخلافة وبيعة الخليفة أبي بكر، وكذلك فيها تأييد لعملية قتل اليهود الثلاثة في مدينة الخليل".