قال مصدر مقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني ل «الحياة» أمس، إن رزمة الاقتراحات التي ستطرحها طهران على الدول الكبرى تتناول قضيتين رئيسيتين: «توضيح أطر السياسة الخارجية لحكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد في ولايته الثانية»، ومناقشة «السبل التي ترى طهران أنها قادرة على إزالة التوتر في المنطقة والعالم». وأضاف المصدر أن الاقتراحات تتناول ثلاثة مستويات: إقليمية ودولية وعلى صعيد السياسة الخارجية الإيرانية، مؤكداً أن «الإدارة الأميركية قد تكون المعنية بهذه الرزمة». وكانت إيران أعلنت مطلع هذا العام أنها تعد رزمة اقتراحات حول القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك ملفها النووي. إلا أن المصدر قال ل «الحياة» إن «طرح الرزمة المذكورة تأجل بسبب إرجاء الرئيس الأميركي باراك أوباما طرح استراتيجيته في شأن إيران». وتعتقد المصادر الإيرانية أن طهران «لن تعلن عن رزمة اقتراحاتها، إذا لم تطّلع على الأستراتيجية الأميركية»، أو أن «تطرح هذه الأستراتيجية مع رزمة الاقتراحات الإيرانية على طاولة البحث الثنائية، في آن واحد وجهاً لوجه» . وكان الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي كشف أن الرزمة «تتناول نزع أسلحة الدمار الشامل في العالم بما في ذلك السلاح النووي، والمساهمة في حل الأزمة الاقتصادية العالمية والمشاكل الثقافية والأخلاقية، إضافة إلى القضايا الأمنية». وأضاف أن «إيران تُعتبر الآن قوة إقليمية عظمى». ويعتقد نجاد أن الملفات الساخنة لبلاده بما في ذلك الملف النووي، لا يمكن أن تجد طريقاً للحل إذا لم تؤدِ إيران دوراً فاعلاً في تسوية المشاكل الإقليمية والدولية، وتدخل طرفاً في «حل» هذه المشاكل. ويرى مراقبون في إطلاق الديبلوماسيين الإيرانيين الخمسة المعتقلين لدى القوات الأميركية في العراق، «صفقة تمت على خلفية اعتقال الصحافية الأميركية الإيرانية الأصل روكسانا صابري»، فيما تعتبر المصادر الإيرانية ذلك «خطوة ايجابية» لكنها «غير كافية لفتح باب الحوار بين البلدين». وعلى رغم قول قشقاوي إن إطلاق الديبلوماسيين «لا يرتبط في شكل مباشر» بالمقاربات السياسية مع الولاياتالمتحدة، إلا أن طهران لا تزال تعتقد بقدرة واشنطن على إيجاد أجواء إيجابية لفتح الحوار بين الدولتين. وأشارت مصادر إعلامية إيرانية إلى نية نجاد إبدال وزير الخارجية الحالي منوشهر متقي بآخر أقرب إلى نمط تفكيره في القضايا الخارجية، إذ يُطرح اسم كبير مستشاريه ورئيس حملته الانتخابية مجتبي ثمرة هاشمي الذي أفادت معلومات بأنه التقى السنة الماضية وليام بيري وزير الدفاع الأميركي السابق خلال عهد الرئيس بيل كلينتون. وتشير مصادر ديبلوماسية في طهران، إلى أن الإدارة الأميركية تطالب الإيرانيين بإبداء «حسن نية» حيال سحب القوات الأميركية من المدن العراقية، فيما ترغب الولاياتالمتحدة بأن تقوم إيران ب «مساع واضحة» للمساهمة في استتباب الأمن والاستقرار في العراق. في روما، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن مهاجمة إيران ستشكل «كارثة للشرق الأوسط والعالم بأسره». وقال: «نعلم أن إيران تتابع برنامجها النووي الذي نحاول وقفه، إذ لا يمكننا القبول بالقنبلة النووية الإيرانية، أو بالناس الذين قتلوا على قارعة الطريق لأنهم كانوا يتظاهرون سلماً» احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية. وأضاف: «لكن في الوقت ذاته، وكما طلب منا الرئيس الأميركي باراك أوباما، علينا فسح المجال لفرص حوار أخرى».