حالت تقلبات الطقس دون إكمال أعمال إطفاء النيران المشتعلة في السفينة الليبيرية «ستولت فولو» المحملة بالمشتقات البترولية، المتواصلة في مياه الخليج العربي منذ فجر الخميس، حين اشتعل فيها حريق، تسبب في وفاة أحد بحارتها ال25، وإخلاء الباقين، وهم فيلبيني الجنسية، عبر فرقاطة أميركية، ونقلهم إلى مملكة البحرين، التي كانت وِجهة السفينة. فيما كانت الجبيل المحطة التي انتقلت منها. ويُخشى أن يؤدي تردي أحوال الطقس إلى المزيد من التأخير في إخماد الحريق، بعد أن كان متوقعاً إنجاز المهمة في غضون ال48 ساعة المقبلة. فيما رفضت قيادة حرس الحدود في المنطقة الشرقية، أن يكون منعها الإبحار من المرافئ ال20 المنتشرة على طول 800 كيلومتر، على امتداد سواحل المنطقة في الخليج العربي، مُرتبطاً في حادثة الحريق. وطالب الناطق الإعلامي في حرس الحدود في الشرقية العقيد ركن بحري خالد العرقوبي، في تصريح صحافي، ب «عدم الخلط بين حادثة السفينة المنكوبة ومنع الإبحار»، مؤكداً أن المنع جاء إثر «سوء الأحوال الجوية فقط، وليس لسبب آخر، بعد أن وصلت سرعة الرياح إلى ما يزيد عن 50 كيلومتراً في الساعة، لذا تم منع إبحار الصيادين والمتنزهين حتى إشعار آخر، مع ترك القرار للقيادات الميدانية في القطاعات، بالسماح بالإبحار عند تحسن الأحوال الجوية»، مشيراً إلى اتساع رقعة ساحل المنطقة. وأضاف العرقوبي، أن «أعمال إطفاء النيران في السفينة المنكوبة «ستولت فولر»، متواصلة، إذ نعمل على تبريد بدن السفينة الخارجي، بواسطة خراطيم المياه، للحيلولة دون ذوبان الحديد، وتسرب المواد الموجودة في داخلها إلى خارج السفينة. وتحوي الناقلة المكونة من 28 خزاناً، بحسب العرقوبي، «نحو 14 ألف طن من مادتين كيماويتين هما «MTEBK»، و»I-BAL»، المستخدمة لزيادة محتوى الأكسجين في البنزين، والحد من أول أكسيد الكربون، موزعة في 19 خزاناً، فيما كانت تسعة خزانات فارغة». واستبعد وجود آثار للحادثة على بيئية الخليج العربي، مبيناً أنه «لم يسجل حرس الحدود، في اليومين الماضيين، أي حالة لنفوق أسماك، أو كائنات بحرية». ووقع الحريق على متن السفينة، يوم الخميس الماضي، على بعد 41 ميلاً بحرياً من ميناء الملك فهد الصناعي في الجبيل، الذي انطلقت منه السفينة، في طريقها إلى مملكة البحرين. وقامت 34 جهة حكومية وأخرى ذات علاقة، بقطر الناقلة إلى مسافة تقدر بنحو 60 ميلاً بحرياً، من ميناء الجبيل الصناعي، إلى وسط الخليج العربي، بعيداً عن المياه الإقليمية السعودية، نظراً «لخطورة محتوياتها، والتي لا يمكن التعامل معها بالماء وبطرق الإطفاء التقليدية، إذ تحتاج إلى كميات كبيرة جداً من الرغوة، لتغطية الناقلة كاملة، وعزلها عن الأكسجين، لكسر مثلث الحريق (حرارة ووقود وأكسجين)، وإخماده، وهو ما يتطلب جهداً مضاعفاً، إضافة إلى قربها من مناطق صناعية ونفطية حيوية، من الممكن أن تشكل خطورة عليها».