أكدت قيادة حرس الحدود في المنطقة الشرقية، عدم تأثر حركة الملاحة البحرية في المياه السعودية، بالحريق الذي شبَّ فجر الخميس الماضي، في الناقلة الليبيرية «ستالت فالور»Stolt) Valor)، بعد خروجها من ميناء الملك فهد الصناعي في مدينة الجبيل الصناعية متجهة إلى مملكة البحرين. وأشار الناطق الإعلامي في «حرس الحدود» في الشرقية العقيد بحري خالد العرقوبي، في تصريح ل «الحياة»، إلى قيامهم بتحذير جميع السفن المتواجدة في الخليج العربي والمياه السعودية تحديداً، من «باب الاحتياط». وأكد «عرضية الحادثة بحسب ما توضحه المؤشرات الأولية»، مبيناً أنه «سيتم تأكيد ذلك من خلال ملف التحقيق الذي سيتم فتحه بعد السيطرة على الحريق، الذي لا تزال أعمال مكافحته قائمة حتى الآن»، متوقعاً أن تستمر مكافحته «حتى ال72 ساعة المقبلة». وقامت الجهات المشاركة في الخطة الوطنية لمواجهة الكوارث البحرية، التي يشرف عليها حرس الحدود في الشرقية، ويبلغ عددها نحو 34 جهة حكومية وأخرى ذات علاقة، «بقطّر ناقلة المشتقات البترولية المُشتعلة بمسافة تقدر بنحو 60 ميلاً بحرياً، من ميناء الجبيل الصناعي، إلى وسط الخليج العربي، بعيداً عن المياه الإقليمية السعودية، نظراً «لخطورة محتوياتها، والتي لا يمكن التعامل معها بالماء وبطرق الإطفاء التقليدية، إذ تحتاج إلى كميات كبيرة جداً من الرغوة، لتغطية الناقلة كاملة، وعزلها عن الأكسجين، لكسر مثلث الحريق (حرارة ووقود وأكسجين)، وإخماده، وهو ما يتطلب جهداً مضاعفاً، إضافة إلى قربها من مناطق صناعية ونفطية حيوية، من الممكن أن تشكل خطورة عليها». ولفت العرقوبي، إلى قيامهم بالاستعانة بشركة هولندية، «مُتخصصة في تعويم السفن، وإطفاء الحرائق ومعالجة آثارها، نظراً لوجود مواد كيماوية على متن السفينة المنكوبة، والحاجة للتعامل مع تلك المواد بمعايير واحتياطات دقيقة»، مشيراً إلى قيام الشركة حالياً بعمليات «تبريد للجزء السفلي من الناقلة، لحين وصول قِطع بحرية أخرى خاصة بالشركة، إلى موقع الحادثة». وأكد في الوقت ذاته «عدم وجود تسريبات للمواد المحملة في السفينة، وذلك بعد التأكد من عينات تم سحبها من موقع الحادثة». وأوضح أنهم وظّفوا السيناريوهات التي تم إعدادها في «عدد من فرضيات الخطة الوطنية لمواجهة الكوارث البحرية التي يقومون بها سنوياً، إذ تم تطبيقها عملياً، وإيجاد خطط بديلة في حال تطور الموقف». وأكد أنهم تجاوزوا مرحلة الخطر التي كانت موجودة في بداية الحادثة، والتي كانت ستتسبب في «كارثة بيئية واقتصادية في المنطقة، لقرب السفينة من أحد الحقول النفطية، إضافة إلى سوء الأحوال الجوية، التي شكلت تحدٍ أمام المشاركين في عمليات الإطفاء، التي لا تزال قائمة». وتحوي الناقلة المكونة من 28 خزاناً، بحسب العرقوبي، «نحو 14 ألف طن من مادتين كيماويتين هما «MTEBK»، و«I-BAL»، المستخدمة لزيادة محتوى الأكسجين في البنزين، والحدّ من أول أكسيد الكربون، موزعة في 19 خزاناً، من أصل تسعة خزانات تضمها الناقلة، كانت فارغة». وتسببت الحادثة التي بدأت في ساعات الفجر الأولى من يوم الخميس الماضي، في وفاة أحد البحارة ونجاة 24 آخرين، جميعهم من الجنسية الفلبينية. وقامت إحدى البوارج الأميركية العسكرية المتواجدة في الخليج العربي، بإنقاذهم، نظراً لتواجدها بالقرب من موقع الحادثة، التي وقعت على بعد 41 ميلاً بحرياً من ميناء الملك فهد الصناعي في الجبيل. وتم نقل البحارة الناجين إلى مملكة البحرين.