كشف الناطق باسم حرس الحدود في المنطقة الشرقية العقيد بحري خالد العرقوبي أن أعمال السيطرة على موقع الحريق الذي شهدته السفينة الليبيرية في عرض البحر أمس الأول لا تزال مستمرة، مشيرا إلى أن المياه الإقليمية السعودية لم تشهد خلال العشر سنوات الماضية اشتعال حريق كبير مثله. وتوقع إخماد الحريق في الساعات المقبلة، وبين أنه فور تلقي الاستغاثة عند الساعه الثانية والنصف من صباح أمس الأول، أجرى مركز التنسيق والبحث والإنقاذ في الخليج العربي في إدارة حرس الحدود اتصالات شاملة لمعرفة أقرب سفينة متواجدة بالقرب من السفينة المنكوبة لتقديم الإنقاذ، وعملت سفينة أمريكية قريبة من الحريق على إنقاذ المنكوبين، لحين وصول دوريات حرس الحدود نظرا لبعد الدوريات عن الموقع، مشيرا إلى أنهم دفعوا السفينة خارج المياه الإقليمية السعودية إلى منتصف الخليج على بعد 58 ميلا عن جزيرة بوعلي. وأضاف، استعنا بشركة هولندية متخصصة في تعويم السفن وإطفاء ومعالجة الحرائق نظرا لوجود مواد كيماوية على متن السفينة المنكوبة، خصوصا أنه كانت هناك حاجة ملحة للتعامل مع تلك المواد بمعايير واحتياطات دقيقة، مشيرا إلى أن الوضع مستقر حتى الآن. وأوضح العرقوبي أنه جرت الاستعانية بحوامات حرس الحدود ومنها «أوشكا» لتقوم بمهمة إبعاد الصيادين عن الموقع حفاظا على سلامتهم، مبينا أنه جرى استخدام الحوامة «صنافر» لكي تعمل على مسح وإخلاء المنطقة بمشاركة قاطرتين من شركة أرامكو. وعن الخسائر الناتجة عن احتراق السفينة الليبيرية قال العرقوبي: «لم نبلغ بأية خسائر في الممتلكات العامة، لكن توفي شخص واحد من أصل 25 بحارا فلبيني الجنسية». وزاد، تواصلنا مع ممثل شركة ساب تانك وعلمنا أن السفينة (ستولت فولر) تحتوى على 28 خزانا منفصلة منها 17 خزانا تحتوي على مادة MTEB ويحتوي خزانان على مادة I-BAL وجميعها مواد خطيرة وباقي الخزانات التسعة فارغة. من جهته أوضح ل «عكاظ» مدير حماية البيئة في المركز الإقليمي لهيئة الأرصاد وحماية البيئة في الشرقية خالد بوسبيت، أن محتويات السفينة من المواد الكيميائية لم تتسرب للمياه السعودية الإقليمية، مضيفا أن غرفة العمليات المشتركة ما زالت تراقب الحادث، لأخذ العينات بشكل دوري للتأكد من عدم وجود تسرب أو تأثير على تلوث المياه الإقليمية السعودية، لافتا إلى استخدام عملية التبريد على السفينة حتى لا يذوب الحديد ويسقط بالبحر. وكشف ل «عكاظ» مدير مركز المساعدة المتبادلة للطوارئ في المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية في الخليج الكابتن عبدالمنعم الجناحي، أن السفينة الليبيرية تحمل 12 ألفا و700 طن من المواد الكيمياوية سريعة الاشتعال، موضحا أنه جرت إعادة عمل تقييم الوضع للسفينة عند السادسة صباح أمس واتضح أن الاشتعال سيستمر عدة أيام لإطفائه، فيما استأجرت الشركة الهولندية طائرة خاصة تحمل معدات مهمة تحتاج لها السفينة الليبيرية إضافة لتأجير ست قاطرات. وما زالت وسائط حرس الحدود والأسطول الشرقي وأرامكو السعودية تواصل مهامها في إنقاذ السفينة في الموقع، فيما تطبق 34 جهة حكومية وأخرى ذات علاقة الخطة الوطنية لمواجهة الكوارث البحرية. يشار إلى أن مركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ في مطار الملك عبدالعزيز في جدة تلقى نداء استغاثة أمس الأول بوجود حريق للسفينة ستالت فالور Stolt Valor والتي تحمل العلم الليبيري أثناء إبحارها متجهة إلى مملكة البحرين داخل البحر بمسافة 41 ميلا بحريا من ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل (الميناء الذي أبحرت منه) وعلى متنها طاقم مكون من 25 بحارا فلبينيا لم يسيطروا على الحريق، وصادف ذلك وجود سفينة أمريكية بالقرب من السفينة المنكوبة انتشلت فورا 24 بحارا، وتوفي أحد البحارة.