يحيي التيار الصدري اليوم الذكرى التاسعة للغزو الأميركي للعراق في 19 آذار (مارس) 2003، بتظاهرة حاشدة في مدينة البصرة جنوب البلاد، فيما تسعى كتلة «التحالف الوطني» التي تتزعم الحكومة إلى إجراء حوارات مع الكتل السياسية للحيلولة دون طرح الخلافات الداخلية على قمة بغداد المقررة أواخر الشهر الحالي. وأفاد النائب عن محافظة البصرة عضو التيار الصدري حسين طالب ل «الحياة» امس بأن «التظاهرة التي دعا إليها سماحة السيد مقتدى الصدر وستجري غداً (اليوم) هي لاستنكار الاحتلال الأميركي للعراق الذي يصادف هذه الأيام». ولفت إلى أن «اختيار البصرة مكاناً للتظاهر لكونها المدينة التي دخلت منها القوات الأميركية المحتلة»، وأشار إلى أن «تظاهرة يوم المظلوم ستكون سنوية لاستنكار الاحتلال وما قام به في البلاد خلال السنوات الماضية». وأضاف طالب أن «التظاهرة تهدف إلى التنديد بنقص الخدمات والبنى التحتية للعراقيين، وستقدم في نهايتها ورقة إلى الحكومة تتضمن مطالب المتظاهرين الذي سيكونون بالملايين ومن مختلف أنحاء العراق من الشمال حتى الجنوب». وفي حال فرض حظر للتجول في المدينة كما اعلن قادة أمنيون قبل ساعات من التظاهرة، أوضح طالب أن «التظاهرة ستكون راجلة وفي مكان محدد سلفاً وتم أخذ الموافقات الرسمية لتنظيمها وحمايتها من قبل القوات الأمنية في المحافظة». وتصادف ليلة اليوم ذكرى بدء العمليات العسكرية الأميركية والبريطانية في العراق في 2003، عندما دخلت القوات الأميركية المنتشرة في الكويت مدينة البصرة وواجهت مقاومة عسكرية ضعيفة من الجيش العراقي، إلى أن وصلت بغداد في التاسع من نيسان (أبريل) من العام نفسه، وأعلنت انتهاء نظام الرئيس الراحل صدام حسين. وتخشى الحكومة من أن تؤثر التظاهرات التي تجريها بعض الكتل السياسية على أعمال القمة العربية في 29 الشهر الحالي، ومع أن زعيم التيار الصدري طالب أنصاره بعدم التظاهر أثناء انعقاد القمة، لكنه دعا إلى أن تكون قمة بغداد لكل العراقيين والعرب. إلى ذلك تعكف كتلة «التحالف الوطني» التي تقود الحكومة بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي على إجراء لقاءات مع قادة وممثلي الكتل السياسية من اجل ترطيب الأجواء والحيلولة دون قيام كتل أو أحزاب سياسية بإصدار بيانات موجهة إلى القمة تتعلق بالخلافات الداخلية. وعقدت مكونات «التحالف الوطني» في ساعة متأخرة من ليل أول من امس اجتماعاً تناول سبل إنجاح القمة، ودعا بيان صدر عنه، جميع القوى السياسية إلى «وضع مصلحة العراق العليا فوق كل اعتبار، وإلى أن تتكاتف جميعاً من أجل إنجاح هذا الحدث العربي الكبير الذي يُعيد العراق إلى حجمه العربي ودوره الريادي في المنطقة». وقال النائب عن كتلة «دولة القانون» إحسان ياسين ل «الحياة» امس إن كتلته ستجري لقاءات من اجل توحيد المواقف الداخلية والاستعداد المشترك لاستضافة قمة بغداد، ولفت إلى إن «التحالف الوطني يتحفظ عن قيام أي طرف سياسي بمحاولة تعكير صفو القمة». وأشار إلى إن «مطالبة بعض الكتل السياسية بطرح الخلافات الداخلية على جدول أعمال المؤتمر سيضعف موقف العراق في رئاسته للقمة ويبعث برسائل سلبية إلى القادة والزعماء وممثلي البلدان العربية». ولوحت كتلة «العراقية» بزعامة أياد علاوي منذ أسابيع إلى احتمال مطالبة المجتمعين في قمة بغداد بإدراج خلافات الكتل السياسية على جدول عمل القمة في حال عدم انعقاد «المؤتمر الوطني» الذي يتم البحث في تحديد زمانه وجدول أعماله منذ شهور. وكان رئيس البرلمان أسامة النجيفي القيادي في كتلة «العراقية» قال في حوار مع «الحياة» أول من امس إنه»من الطبيعي أن تناقش القمة الوضع الداخلي في العراق، كما ستناقش الأوضاع الداخلية في الدول العربية في سورية والبحرين والتغييرات الأخيرة في المنطقة العربية». وقال انه «في حال رفض الحكومة رفضاً قاطعاً طرح القضايا الداخلية على طاولة القمة، فالأولى بها أن لا تطرح أي قضية داخلية لأي دولة عربية (...) وأعتقد أن هذا غير صحيح».