سيطرت فرق الدفاع المدني في المنطقة فجر أمس، على حادثة «تسرب غازات»، وقعت في أحد المستودعات غير المرخصة في منطقة التشاليح الواقعة على طريق الظهران – بقيق. ونجحت فرق التدخل السريع، التابعة للدفاع المدني، في السيطرة على الغاز، ومنع انتشاره ووصوله إلى باقي المستودعات في المنطقة. فيما قامت فور مباشرتها موقع الحادثة، في السيطرة على الخزان الذي تسربت منه مواد كيماوية، من خلال وقف عمل الخزان. وأصيب شخص في الحادثة. وكانت غرفة العمليات الرئيسة تلقت في وقت مبكر من صباح أمس، بلاغاً يفيد بحدوث تسرب غاز من أحد المستودعات الواقعة في منطقة التشاليح، نتج عنه إصابة أحد المواطنين في مستودع مجاور. وتم نقله إلى المستشفى وتقديم الإسعافات الأولية له، في محاولة لإنقاذه. فيما انتقلت فرق من وحدات الإنقاذ في الدفاع المدني إلى موقع الحادثة، لتحديد طبيعة المادة التي تسربت، والتأكد من مدى خطورتها على الصحة العامة. كما تم إبعاد جميع العاملين في المستودع الذي شهد الواقعة، وأيضا بقية المستودعات المجاورة، كإجراء «وقائي»، خوفاً من إصابتهم. وبخاصة بعد انتشار مادة في الأجواء عقب بدء التسرب. وقامت فرق التدخل في حوادث المواد الخطرة التابعة للدفاع المدني، بمسح الموقع. ولم تجد أي أثر للتسرب. وقامت بإغلاق المنطقة المحيطة في المستودع. وتم منع السير فيها لمسافات كبيرة. وتبين أن المنطقة التي شهدت التسرب مُخصصة للتشاليح، وغير مرخص بأنشطة أخرى فيها، وغير مسموح بتخزين المواد الكيماوية، أو أي مواد أخرى. وأكدت مديرية المدني في الشرقية، انبعاث رائحة غير مألوفة في موقع مؤسسة للتخزين الصناعي، وتبلَّغ مركز عملياته عن إصابة مواطن يبلغ من العمر 55 سنة، بضيق في التنفس. وقامت فرق التدخل في حوادث المواد الخطرة التابعة للدفاع المدني، بمسح الموقع. «ولم تجد أي تسرب. وما زالت الفرق تواصل عملها»، مبينة أن «التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة الأسباب». وفتحت مديرية الدفاع المدني في الشرقية تحقيقاً موسعاً، لمعرفة نوعية المادة المُتسربة ومدى تأثيرها. وتعتبر هذه هي الحادثة الثانية خلال أسبوع، إذ وقعت حادثة مماثلة منتصف الأسبوع الماضي، حين أدت أعمال صيانة نُفذت بطريقة «خاطئة» إلى تسرّب كميات من غاز «النشادر» من مصنع متخصص في إنتاج المواد الغذائية في المدينة الصناعية الأولى في الدمام. وفتحت هذه الحادثة التساؤلات حول حقيقة قيام الجهات المختصة، مثل الأمانة، والدفاع المدني، بجولات ميدانية على هذه المنطقة، التي تضم سوقاً للماشية، وتشاليح، ومستودعات، وبخاصة أنها تقع في منطقة بعيدة عن النطاق العمراني، إذ تبعد عن مدينة الدمام نحو 50 كيلومتراً، ما يصعب من وصول الفرق الميداني إلى المنطقة. وقال الناطق الإعلامي في أمانة الشرقية محمد الصفيان في تصريح ل«الحياة»: «إن هناك لجاناً مشتركة بين الأمانة والدفاع المدني، للقيام بجولات على المستودعات والمخازن، والتأكد من نظامية وضعها»، مبيناً أنه لا يعرف وضع مستودع منطقة التشاليح بدقة. وحاولت «الحياة» الاتصال في الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في الشرقية العقيد منصور الدوسري، للاستفسار عن كيفية قيام مستودع بممارسة أنشطة «مجهولة»، من دون الحصول على تصريح من قبل الجهات المختصة، وبخاصة أن جميع الأراضي الواقعة في تلك المنطقة يتم تأجيرها من قبل الأمانة بسعر رمزي جداً. وتم الاتصال أيضاً بالناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في الشرقية العقيد منصور الدوسري. إلا أن هاتفه كان مغلقاً طوال يوم أمس.