تعرضت جدة في تاريخها إلى ثلاث هجمات وحصارات في فترات متقاربة في القرن ال16 الميلادي، كان ينفذها الأسطول البرتغالي (الأقوى في ذلك الحين)، وعندما تعرضت للحصار الأول ونجت منه، اضطر السلطان المملوكي قونصوه الغوري إلى بناء سور جدة سنة 1509م لحمايتها من الخطر البرتغالي. يؤكد ذلك الدكتور عدس، ويضيف: «استطاعت جدة التصدي للبرتغاليين على رغم هجوم الأسطول البرتغالي الذي تكرر ثلاث مرات، أما الهزيمة الحقيقة التي مني بها البرتغاليون فكانت المرة الثالثة، إذ مات عدد منهم عطشاً في الصحراء، ووثق ذلك الفنان كريستيان ديبور المصاحب للبعثة الدنماركية السويدية المتجهة لليمن الذي تزامنت مع حصار جدة برسم لوحة خشبية عن الحصار البرتغالي لعروس البحر». ولم تنثن محاولات البرتغاليين لاحتلال جدة حتى الحملة الثالثة التي ردعت فيها الحامية العثمانية أسطول لوبو سوارس البرتغالي عام 1516. وخضعت المدينة للسيطرة العثمانية لأكثر من 4 قرون، طوروا خلالها العمران، وأسسوا بعض المدارس والمساجد، بحسب ما يؤكده رئيس بلدية المنطقة التاريخية في جدة المهندس سامي نوار «ردعت الحامية العثمانية الهجوم البرتغالي في بداية حكم العثمانيين لجدة، وتطور الجانب العمراني».