بيروت - أ ف ب - يرى محللون ان النظام السوري سيمضي في استراتيجيته الهادفة الى اخضاع «جيوب المقاومة» واحداً بعد الآخر، ليثبت للمجتمع الدولي انه وحده يملك مفتاح حل ازمة بلاده التي دخلت أمس عامها الثاني. ويقول الباحث في «مجموعة الازمات الدولية» بيتر هارلينغ لوكالة «فرانس برس» ان «النظام يعتقد ان المجتمع الدولي سيدرك بعد فترة انه لا يمكن اسقاطه، وان الضغط سيتراجع والعالم الخارجي سيعود الى التفاوض». ويضيف ان «ارسال موفدين مع تفويض غير واضح سيزيد من قناعته بانه عل حق في ما يقوم به»، في اشارة الى مهمة الموفد الدولي الخاص الى سورية كوفي انان في نهاية الاسبوع في دمشق التي لم تسفر عن اي اتفاق بينه وبين السلطات على حل للأزمة. الا ان المحللين يرون، انه على رغم ان الاسد يملك القوة العسكرية اللازمة من اجل سحق معاقل المنشقين، كما حصل اخيراً في حمص (وسط) وبعدها في ادلب، فان النظام في حكم المنتهي ويقود معارك خاسرة على المدى البعيد. ويرى هارلينغ ان الامر يشبه «لعبة يتم فيها اطفاء النار في مكان فتشتعل في مكان آخر». ويضيف «ان النظام يشن حرب استنزاف. يحتاج الى ان يبقي صورة الانتصارات العسكرية ماثلة في الاذهان، هذا مهم بالنسبة الى قاعدته، الا انه في الوقت نفسه لا يتوقع ان ينتهي الصراع سريعاً». ويلعب الدعم الروسي دوراً اساسياً يصب في مصلحة الاسد. وكذلك شلل المجتمع الدولي وتشتت المعارضة السورية التي لم تنجح حتى الآن في تقديم بديل للنظام قابل للحياة. ويرى فابريس بالانش ان «الضغط الدولي على نظام الاسد تراجع بعض الشيء»، مشيراً الى وجود «رغبة بتهدئة الامور لانه لا يمكن القيام بشيء في ظل العرقلة الروسية». ويقول «لقد قال الروس بوضوح ان اي حل للازمة السورية يجب ان يمر بهم». ويحذر المحللون من حرب اهلية تدل كل المؤشرات على انها قادمة، في ظل توترات سنية علوية على الارض ودعوات متزايدة الى تسليح المعارضة. ويقول مدير مركز ابحاث الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما الاميركية جوشوا لانديس «اذا تم تدمير النظام، فالازمة الانسانية ستزداد سوءاً»، لان «ذلك لن يوقف القتلى، بل سيزيد عددهم، تماماً كما حصل في العراق». ويتابع «ان من يدمر، يدفع الثمن، والجميع يعرف ذلك، لذلك، الجميع يتردد في القرار». ويضيف ان «الملايين من السوريين في الداخل باتوا يكرهون النظام... وهذا الاخير لا يفعل شيئاً لتصحيح هذه العلاقة». ويؤكد ان «عدم تصحيح هذه العلاقة يساهم ايضاً في تضافر الاسباب لحرب اهلية».