نيويورك (الاممالمتحدة) - ا ف ب - ابدى العديد من الديبلوماسيين العاملين في مجلس الامن الاربعاء تشاؤمهم ازاء الرد السوري المحتمل على مقترحات موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية الى سورية كوفي انان الذي طالب السلطات السورية بمزيد من الايضاحات على اقتراحاته. وبعد ان تلقى انان رد الرئيس السوري بشار الاسد على اقتراحاته لتسوية الازمة في هذا البلد، اعلنت الاممالمتحدة الاربعاء ان انان لا تزال لديه "اسئلة وينتظر اجابات" عليها، وان "الوقت يضغط". ومن المقرر ان يقدم انان الجمعة تقريرا الى مجلس الامن عبر دائرة فيديو مغلقة من جنيف، يتضمن نتائج المهمة التي قام بها في سوريا. وقال ديبلوماسي رفيع المستوى في الاممالمتحدة رافضا الكشف عن اسمه "انا لم اكن متفائلا اصلا" بامكانية قبول الرئيس السوري بوقف لاطلاق النار ودخول المساعدات الانسانية، مضيفا "نحن لا نتوقع ان تكون اجابته ب+نعم+ او +لا+ نعرف تماما انه ستكون هناك مماطلة واسئلة". وردا على سؤال عن المشاورات الجارية في مجلس الامن حول قرار محتمل بشأن سورية، قال ان "انان يلعب دورا اساسيا وننتظر لنرى كيف ستتطور مهمته خلال الساعات ال24 او ال48 المقبلة قبل استئناف مشاوراتنا حول مشروع القرار". الا ان ديبلوماسيا آخر كان اكثر وضوحا في كلامه عندما اعتبر ان سورية رفضت مقترحات انان باعتمادها الخيار العسكري. وقال "لقد اختار السوريون الخيار العسكري ويعتقدون انهم سينتصرون، ومصداقية المجتمع الدولي على المحك". ويرى هذا الدبلوماسي ان التشدد السوري لا يمكن الا ان يحرج الروس "الذين اوقعوا انفسهم في الفخ" عندما قدموا الدعم للنظام السوري من دون ان يحصلوا منه على اي تنازل. وقد انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء الرئيس السوري بسبب "التأخر الكبير" في تطبيق الاصلاحات. وقال "ان جميع نصائحنا للأسف لم تترجم بافعال، ولم تطبق في الوقت المطلوب"، معتبرا ان نظام الاسد "اعتمد اصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية، ولكن ذلك تأخر كثيرا". واكد الوزير الروسي ان اقتراح بدء حوار وطني في سوريا جاء ايضا "متأخرا"، مشيرا الى ان هذا "الجمود" يمكن ان "يبتلع الجميع في النهاية". الا انه دافع عن موقف روسيا من الملف السوري قائلا "اننا لا ندافع عن النظام بل عن الحق، عن حق السوريين السيادي في تقرير خيارهم بانفسهم بطريقة ديموقراطية". من جهته حث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امام عدد من الصحافيين مجلس الامن الدولي على "اعتماد قرار على الفور" يدعو الى انهاء العنف وتقديم مساعدات انسانية الى المحتاجين لها في سوريا، والى بدء حوار وطني بين النظام والمعارضة. وقال بان كي مون "لا يمكن ان نستمر على هذا المنوال. كلما طال النقاش وكلما طال الانتظار يسقط المزيد من القتلى بالمئات او بالالاف ولا مجال لاضاعة الوقت". واعتبر ان صدور قرار عن مجلس الامن يطالب بوضع حد لاعمال العنف سيكون له تأثير على "النفسية السياسية" لبشار الاسد. وتابع الامين العام للامم المتحدة ان القوات السورية النظامية "التي استخدمت العنف بشكل مفرط" ضد المعارضين يجب ان تكون البادئة بوقف اطلاق النار قبل الجماعات المسلحة من المعارضة. وخلص بان كي مون الى القول "اذا كان بشار الاسد يعتقد ان بامكانه انتظار مرور العاصفة فهو يرتكب خطأ جسيما. لقد تمادى كثيرا".