موسكو، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - أوردت صحيفة «كومرسانت» الروسية أمس، أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كلّفت نظيرها الروسي سيرغي لافروف تحذير إيران من أن محادثاتها المقبلة مع الدول الست المعنية بملفها النووي، ستشكّل «فرصة أخيرة» لتجنب حرب. ونقلت «كومرسانت» عن ديبلوماسي روسي بارز إن «الاسرائيليين يبتزون (الرئيس الأميركي باراك) أوباما، ووضعوه في موقف مهم: إما يساند الحرب (على ايران)، أو يخسر دعم» اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة، قبل انتخابات الرئاسة المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. واضاف: «المفاوضات المقررة في نيسان بين ايران والدول الست، تشكّل الفرصة الأخيرة امام طهران لتفادي حرب. وطلبت هيلاري كلينتون من سيرغي لافروف، إبلاغ السلطات الايرانية هذه الرسالة». والتقت كلينتون لافروف في نيويورك الاثنين الماضي، بعد اجتماع لمجلس الأمن. لكن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قال للصحيفة: «يجب الامتناع عن الحديث إطلاقاً عن فرصة أخيرة. كلّ شيء يتوقف على الإرادة السياسية، وروسيا تبذل كل ما في وسعها لتعزيز هذه الإرادة وإيجاد تسوية ديبلوماسية تُسقط خيار الحرب». واستدرك: «نشهد بالتأكيد تصعيداً، وعلى الذين يدعون الى اللجوء الى السلاح، ضبط أنفسهم والعمل على إيجاد تسوية ديبلوماسية». على رغم ذلك، نقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية، ان بلاده أعدّت «خطة تعبئة» لمواجهة تدفق محتمل للاجئين، اذا تعرّضت ايران لحرب. كما اشار مصدر في الخارجية الروسية الى إعداد برنامج صُنّف «سرياً جداً»، لحماية المواطنين الروس، اذا شُنّ هجوم على طهران. تزامن تقرير الصحيفة مع استطلاع للرأي أجرته وكالة «رويترز» وشركة «إبسوس»، أظهر أن 62 في المئة من الأميركيين سيؤيدون ضربة اسرائيلية لإيران، اذا توافرت أدلة على تطويرها أسلحة نووية، وإن أدى ذلك الى رفع سعر النفط. واشار الاستطلاع الى أن 56 في المئة من الأميركيين سيؤيدون هجوماً تشنه الولاياتالمتحدة على ايران، إذا توافرت أدلة عن برنامج تسلّح ذري، فيما عارض ذلك 39 في المئة. في غضون ذلك، قال الخبير النووي الأميركي ديفيد أولبرايت، مؤسس «معهد العلوم والأمن الدولي» (مقره واشنطن)، انه تعرّف على مبنى في مجمّع بارشين العسكري في ايران، يُعتقد بأنه يشمل حاوية ضخمة لتنفيذ اختبارات على مواد شديدة الانفجار، في إطار برنامج تسلّح نووي، وتريد الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارته. وأضاف انه درس صوراً التقطتها أقمار اصطناعية تجارية، ووجد مبنى يقع في مجمّع صغير نسبياً ومنعزل في بارشين، يتناسب مع الوصف الذي ورد في تقرير أصدرته الوكالة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011. وأشار أولبرايت الى أن المبنى محاط بجدار أو سور أمني، وثمة حاجز بينه وبين مبنى مجاور، مضيفاً أن المجمّع يقع على بعد أكثر من أربعة كيلومترات من منشآت مرتبطة ببحوث على مواد شديدة التفجير في بارشين، زارها مفتشو الوكالة عام 2005. ومنذ تلك السنة، رفضت ايران السماح لمفتشي الوكالة بدخول بارشين، جنوب شرقي طهران، على رغم إلحاح المدير العام للوكالة يوكيا أمانو الذي لم يستبعد «تنظيف» المجمّع، قبل السماح بوصول المفتشين إليه، متحدثاً عن «معلومات في شأن نشاطات» في بارشين. لكن طهران نفت ذلك، مؤكدة استحالة «تنظيف» اختبارات نووية.