حقق المرشح الجمهوري ريك سانتوروم فوزاً مزدوجاً أمس في ولايتي ألاباما ومسيسيبي الجنوبيتين وفي سياق الانتخابات التمهيدية الجمهورية، وليزيد بذلك من العوائق أمام مرشح الصدارة ميت رومني ويفتح الاحتمالات على مؤتمر حزبي ساخن نهاية الصيف في حال عدم تمكن أي من المرشحين من حسم اللقب. وفاجأ سانتوروم وهو المرشح الأقرب إلى القاعدة اليمينية والإنجيليين، الوسط السياسي بفوز غير متوقع في ولاية ميسيبي، بنسبة 32.9 في المئة في مقابل 31.3 في المئة لنيوت غينغريش و30.3 لرومني، وآخر في ألاباما بنسبة 34.5 في المئة في مقابل 29.3 في المئة لغينغريش و29 في المئة لرومني. وكانت الاستطلاعات أعطت أفضلية لرومني في ميسيسيبي وغينغريش في ألاباما، غير أن نجاح سانتوروم في اصطياد أصوات المحافظين الجنوبيين والقاعدة اليمينية حمله إلى الانتصار على رغم محدودية قدرات حملته المادية والإعلامية. ومقابل فوز سانتوروم، فإن خسارة رومني وحلوله في المركز الثالث في الولايتين شكلا انتكاسة لحملة المرشح الذي يتصدر حالياً بعدد المندوبين، وهي الحملة التي ترددت أصداؤها داخل المؤسسة الحزبية الداعمة له إنما المتخوفة من نقاط ضعفه في الجنوب والوسط الأميركي. ولم ينجح رومني إلى الآن في الفوز في ولاية جنوبية، رغم أن الجنوب هو معقل الجمهوريين، وأساسي للفوز في الانتخابات العامة على الديموقراطيين. ويقف رصيد رومني المعتدل كحاكم لولاية ماساشوستس كسبب أساسي للتحفظات عليه بين اليمين وأيضاً لانتمائه إلى طائفة المورمون. انقسام جمهوري وعكست أرقام المندوبين والتي يتقدم فيها رومني على سانتوروم بنسبة 480 إلى 234، استمرار رومني في احتلال الصدارة في السباق، على رغم التعقيدات التي سيواجهها لحسم اللقب. إذ يفترض هذا الهدف حصد 1144 مندوباً أو مواجهة مؤتمر حزبي منقسم نهاية الصيف يتقرر على أساسه وبأصوات الوجوه الجمهورية المعروفة اسم الفائز. وسيزيد هكذا سيناريو الانقسامات داخل الحزب الجمهوري بين المؤسسة الحزبية والقاعدة اليمينية، وسيعطي الفائز باللقب وقتاً وموارد أقل لمواجهة أوباما الخريف المقبل. ووجهت حملة سانتوروم أمس، دعوات ضمنية لغينغريش للخروج من السباق كون لديه فقط 139 مندوباً وسيفرق وجوده في السباق أصوات اليمين المحافظ لمصلحة رومني. وسيعتمد مصير غينغريش على الضغوط من الممولين لحملته في الأيام المقبلة، ومن وجوه محافظة ترى في سانتوروم البديل الأفضل لميت رومني كمنافس لأوباما. غير أن رومني وبتفوقه العددي يبقى المرشح الأوفر حظاً للفوز باللقب ولو أن طول المعركة سيضعف حظوظه في الانتخابات العامة. وترسم حملة أوباما خططها لمواجهة رومني وتستفيد إلى حد كبير من طول المعركة واستنفادها طاقة وموقع الحاكم السابق لماساشوستس. وتعطي الاستطلاعات تقدماً لأوباما على جميع المرشحين الجمهوريين وبنسبة 5 في المئة على رومني و9 في المئة على سانتوروم.