لوّحت إسرائيل بشن عملية برية في قطاع غزة اذا استمر استهدافها بالصواريخ الفلسطينية، في وقت تسارعت المساعي المصرية والدولية للتوصل الى اتفاق وقف للنار بعدما خلّف تصاعد العدوان امس خمسة شهداء، ليرتفع بذلك عددهم الى 23 منذ الجمعة الماضي. من جانبها، رفضت حركة «الجهاد الاسلامي» اتفاق تهدئة بشروط اسرائيلية، مشددة على انها تريد تهدئة لائقة وتتضمن وقف الاغتيالات. في غضون ذلك، أعلنت اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط أنها لا «تزال ملتزمة أهداف بيانها السابق الصادر في أيلول 2011» الذي حدد نهاية العام الحالي إطاراً زمنياً للتوصل الى اتفاق متفاوض عليه بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأعلنت بعد اجتماع أطرافها في نيويورك أمس أنها ناقشت «الوضع في غزةوجنوب إسرائيل، وعبرت عن القلق الجدي نتيجة التصعيد الأخير ودعت الى الهدوء». وأضاف البيان أن «الرباعية جددت دعوة الأطراف الى البقاء منخرطين والامتناع عن الأعمال التصعيدية»، وأنها «قررت أن تعقد اجتماعها المقبل في واشنطن في نيسان (أبريل) المقبل». في هذه الاثناء، واصلت القاهرة مساعيها من أجل إعادة تثبيت التهدئة الهشة، وكشف النائب عن «كتلة التغيير والإصلاح» البرلمانية التابعة ل «حماس» يونس الأسطل ان «المخابرات المصرية... عرضت على الحكومة الفلسطينية إمداد غزة بالوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء في مقابل الحصول على تهدئة ميدانية». واضاف ان «المبعوث الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام روبرت سيري اتصل أخيراً بالقيادي في حماس محمود الزهار وعرض عليه تهدئة متبادلة مع الاحتلال الإسرائيلي». من جانبها، أعلنت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية ل «الجهاد» امس «عدم إلتزامها أي تهدئة مع العدو تخضع لشروطه المجحفة». وعلمت «الحياة» من مصادر فلسطينية أن الأمين العام للحركة رمضان شلّح أبلغ الرئيس محمود عباس خلال اتصال هاتفي أخيراً استعداد الحركة قبول اتفاق تهدئة شرط ان يكون لائقاً ويتضمن وقف الاغتيالات. وفي اسرائيل، لوّح الناطق باسم الجيش يوؤاف موردخاي بعملية برية، قائلا إن «الجيش مستعد للقيام بعملية برية في القطاع في حال استمر تصعيد الأوضاع الأمنية، وما لم يزل التهديد عن الإسرائيليين». وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إن الجيش جاهز لتوسيع عملياته العسكرية ضد المقاومة الفلسطينية. وفي نيويورك، عقدت «الرباعية» أمس اجتماعاً في مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ضم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف ومبعوث «الرباعية» توني بلير، وانضمت إليهم مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عبر الدائرة التلفزيونية. وقال بان ان «الوضع في غزة يظهر أنه غير قابل للاستمرار على النحو الراهن»، داعياً الى وقف إطلاق الصواريخ من غزة، وإسرائيل الى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وشدد على ضرورة إيجاد «الظروف المواتية» لحل قضايا الحل النهائي في حدود عام 1967. واعتبرت كلينتون إن «الطريق الوحيد للتوصل الى حل هو السلام المتفاوض عليه الذي لا يمكن فرضه من الخارج، والذي سنواصل العمل من أجله عبر كل الطرق، وبينها الرباعية». وأدانت إطلاق الصواريخ من غزة على جنوب إسرائيل، ودعت «المسؤولين عنه الى اتخاذ خطوات فورية لوقف الاعتداءات»، كما دعت كل الأطراف الى بذل كل الجهود لإعادة الهدوء. ورأى لافروف أن «الأنشطة الاستيطانية تقلص المساحة التي يمكن بها التوصل الى اتفاق سلام»، معتبراً أن الاتجاه السائد حالياً «يؤخر التوصل الى اتفاق سلام بدلاً من تسريع الوصول الى التسوية السلمية». وشدد على ضرورة أن يبذل المجتمع الدولي كل الجهود لوقف التصعيد في غزة. وفي القاهرة، طالب البرلمان المصري أمس بالاجماع الحكومة بطرد السفير الإسرائيلي في القاهرة يعقوب اميتاي، واستدعاء السفير المصري من تل أبيب، ووقف إمدادات الغاز الطبيعي إلى الدولة العبرية على خلفية الاعتداءات الاسرائيلية على غزة. وكلف رئيس البرلمان سعد الكتاتني لجنة برلمانية بمتابعة تنفيذ هذه المطالب.