شهد التوتر بين إسرائيل وقطاع غزة أمس تصعيدا خطيرا رغم ما تردد عن اتفاق تهدئة تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصرية. إذ شنت طائرات حربية إسرائيلية فجر أمس ثلاث غارات على قطاع غزة، بينما سقط صاروخ أطلق من القطاع على منطقة «روخوبوت» جنوب تل أبيب. وأفادت تقارير إسرائيلية بأن الحكومة والجيش الإسرائيليين يدرسان العودة إلى سياسة الاغتيالات بحق القياديين الفلسطينيين في غزة. وطالب وزير إسرائيلي بإعادة احتلال غزة. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن طائرات سلاح الجو أغارت على ثلاثة أهداف في قطاع غزة وهي نفق ومخزن للوسائل القتالية في شمال القطاع وموقع لإطلاق القذائف الصاروخية في جنوبه. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن صاروخ «غراد» أطلق من قطاع غزة صباح أمس أصاب منطقة «روخوبوت» ما أدى إلى قطع التيار الكهربائي وإصابة مبنى في بلدة نتيفوت ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة وإصابة 26 إسرائيليا بالهلع. وأشارت إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الصواريخ الفلسطينية إلى جنوب تل أبيب. وفي وقت لاحق، أطلقت من قطاع غزة خمسة صورايخ تجاه المجلس الإقليمي في عسقلان هوف. ودعا وزير ما يسمى «الجبهة الداخلية» ورئيس جهاز «الشاباك السابق» إفي ديختر إلى إعادة احتلال قطاع غزة بصورة شاملة وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل سيطرة الحركة على القطاع. وقال ديختر في اجتماع مغلق عقده مع مسؤولي وزارته إنه يجب القيام بعملية برية واسعة بما يشبه عملية «الفورمات» في غزة. إلا أن صحيفة «هآرتس» ذكرت أن العودة إلى سياسة الاغتيالات قد يتم إقرارها على ضوء امتناع إسرائيل عن شن هجوم ضد القطاع على غرار عملية «الرصاص المصبوب». وعزت الصحيفة امتناع إسرائيل عن شن هجوم واسع كهذا إلى أن الواقع السياسي في المنطقة اليوم ليس شبيها بالواقع الذي ساد المنطقة عشية الحرب على غزة في عام 2008. وفي الوقت الذي نفى فيه المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة طاهر النونو التوصل لاتفاق تهدئة برعاية مصرية يقضي بوقف إطلاق النار، ذكر موقع إلكتروني تابع لحركة الجهاد الإسلامي أن اتفاق التهدئة دخل حيز التنفيذ الساعة التاسعة والنصف مساء أمس الأول.