قال أحمد فوزي الناطق باسم المبعوث الخاص للأزمة السورية والأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، إن أنان يشعر بأن مهمته للوساطة في «مسارها الصحيح» وذلك على الرغم من استمرار العنف. في موازاة ذلك، قال أنان لدى وصوله أنقرة، محطته الثانية بعد الدوحة، إن «قتل المدنيين يجب أن يتوقف الآن... وعلى العالم أن يبعث برسالة واضحة (إلى النظام السوري) بأن هذا الوضع غير مقبول». ومن المقرر ان يلتقي أنان أعضاء «المجلس الوطني السوري» في أنقرة خلال زيارته لتركيا. وقال فوزي موضحاً «هذه بداية عملية ويشعر المبعوث الخاص المشترك أن العملية في مسارها الصحيح». وأضاف «ترك مجموعة من الاقتراحات الملموسة مع (الرئيس السوري) بشار الأسد حول وقف القتال والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والحوار السياسي ويتوقع الحصول منه على رد قريباً». ومضى يقول في تصريحات لرويترز «هو قلق من أن القتال والقتل مستمران فيما يبدو بينما يحاول إنهاءه والتحدث إلى بشار». ويعتزم أنان مواصلة الاتصال بفصائل المعارضة بما في ذلك المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية والجيش السوري الحر وجهات أخرى وسيشجعها على تكوين جبهة معارضة موحدة. وتابع فوزي «ستكون عملية خطوة بخطوة. علينا أن نشرك المعارضة. علينا أن نجعل أطراف المعارضة توحد الصف تحت مظلة واحدة... بعد ذلك علينا إقناع الحكومة بأن تجتمع بها في أي مكان يقترحه (أنان)». ويريد أنان أن تستغل القوى الأجنبية التي لها تأثير لدى الحكومة السورية أو المعارضة نفوذها لتشجيع مهمته. وأردف فوزي قائلاً «قدم اقتراحات يشعر أنها ستدفع العملية للأمام». وكان أنان عقب محادثاته في دمشق، توجه إلى الدوحة حيث التقي رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالملف السوري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وعقدا اجتماعاً في الدوحة لبحث الأزمة السورية، كما اطلع أنان الشيخ حمد على نتائج زيارته إلى سورية. وأوضحت السلطات القطرية انه تم «بحث سبل الخروج من الأزمة الراهنة في سورية وفق المبادرة العربية التي صدرت في 22 كانون الثاني (يناير) من العام الحالي، اضافة إلى استعراض آخر تطورات الأوضاع في سورية». وقال الشيخ حمد في شأن مستقبل التحرك العربي عقب الاتفاق العربي الروسي حول الملف السوري،»إننا ملتزمون بالقرارات العربية وذكرنا ذلك لوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف». وأكد أن مهمة أنان «تستند لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تستند إلى ثلاثة قرارات مهمة هي قرار الجمعية العامة وقرار 6 تشرين الثاني (نوفمبر) الخاص باتفاق الدوحة مع سورية واتفاق 22 كانون الثاني في شأن خريطة طريق». وفي إشارة حول الاتفاق الروسي العربي الذي جرى في القاهرة، أكد رئيس اللجنة العربية في شأن الملف السوري في حديث إلى قناة الجزيرة عقب وصول أنان إلى الدوحة ليل الأحد الاثنين أن «ما حصل أن هناك نقاط اتفاق تمت مع الوزير الروسي، هذه خطوة إيجابية، لكننا ملتزمون القرارات العربية، والاتفاق مع روسيا إذا أردنا أن نسميه اتفاقاً فهو اتفاق على أطر عامة تحتاج إلى تفاصيل، والتفاصيل هي الأهم لنا لنعرف الموقف (الروسي) في الأيام المقبلة وما إذا كان هناك تقدم في مجلس الأمن بخصوص القرار إذا كان هناك قرار سيصدر عنه». وأكد أن «مهمة كوفي أنان بالنسبة لنا مهمة جداً، ونحن ندعم المهمة، وهناك مرجعية (لعمل أنان) وهي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ينص على القرارات العربية، وعلى خريطة الطريق العربية «. ورأى مجدداً أنه «لا يمكن أن يكون هناك فقط وقف لإطلاق النار وإرسال مساعدات بعد كل هذه التضحيات التي قام بها الشعب السوري، كما ذكرت في اجتماع الجامعة العربية وأمام لافروف»، وتمسك بموقف حازم بقوله «لابد من مسار سياسي، وإذا لم يوجد مسار سياسي يتمتع بصدقية سياسية فإن الجهود كلها ستتعثر». وسئل عما يقال عن عسكرة الثورة السورية، فأجاب «نحن نرى أن النظام السوري ينهي مدينة مدينة، ويعمل مسح مدينة مدينة وقرية قرية ونحن نتكلم عن التسليح، ووفقاً لكل الشرائع الدولية والدينية من حق المواطنين السوريين الدفاع عن أنفسهم ونحن نرى القتل المستمر في المدن والقرى، والفكرة هي أنه إما إرسال قوات عربية ودولية لحفظ الأمن إلى أن يكون هناك مسار سياسي واضح، أو إتاحة الفرصة للشعب السوري للدفاع عن نفسه». ولفت في هذا السياق أن «قرار مجلس الأمن الذي لم يوافق عليه في السابق (في إشارة إلى الفيتو الروسي الصيني) كان يتضمن وقف إدخال الأسلحة إلى سورية ونحن نعرف من رفض القرار، ونحن قلنا لهم يا جماعة نريد إيقاف إرسال أسلحة للطرفين، سواء المعارضة أو الحكومة، لكن هذا رفض في مجلس الأمن، وليس عدلاً أن يتم إرسال أسلحة إلى طرف (يعني الحكومة السورية) وتُساند على الأرض فيما الطرف الآخر ضائع مسكين ينتظر المساعدة، وحتى الآن لا توجد مساعدة واضحة (للمعارضة)، وأنا أعتقد أن هناك التزاماً أدبياً وأخلاقياً على الجميع لعمل شيء في هذا الموضوع بالذات». وعقب محادثاته في قطر توجه أنان إلى تركيا لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك حول الملف السوري. وقال مصدر تركي لفرانس برس إن «أنان سيصل إلى أنقرة بعد الظهر وسيتحادث مع رئيس الوزراء» رجب طيب أردوغان حول اتصالاته في دمشق. وبعد اللقاء المغلق سيلتقي أنان كذلك وزير الخارجية احمد داود أوغلو في عشاء عمل. في المقابل لن يملك أنان الوقت لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين في محافظة هاتاي التركية (جنوب) بعد أن اعلن سابقاً انه يود ذلك، علماً انه سيغادر البلاد صباح اليوم، وفق المصدر.