كشف المدير العام للمركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين عن عدم تجاوز أعداد المتبرعين لزراعة الكلى في السعودية في ال 20 عاماً الماضية، أربعة آلاف متبرع، مبيناً أن عدد الموافقين على التبرع بأعضائهم في المملكة طوال العقدين الماضيين يبلغ ثلاثة ملايين مواطن ومقيم. وبين الدكتور فيصل شاهين أن نسبة المصابين بأمراض الفشل الكلوي في السعودية تزداد سنوياً بواقع ثمانية في المئة، مبيناً أنه يتم صرف 1.6 مليار ريال في علاج الفشل الكلوي. وقال استشاري أمراض الكلى إنه يتم إجراء 550 عملية زراعة أعضاء على مستوى المملكة سنوياً، مبيناً أن أعداد الموجودين في قائمة الانتظار في المركز السعودي لزراعة الأعضاء تبلغ 13 ألف حال، من بينهم خمسة آلاف حال عاجلة. وأفاد مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء أن الحاجة الفعلية لعدد عمليات زراعة الكلى المفترضة لا تقل عن 1000 حال في ظل دخول 2200 مريض بالفشل الكلوي قوائم الانتظار سنوياً، مشيراً إلى أن بطاقات التبرع التي يحملها أصحابها يستفاد منها في حالات الوفاة الدماغية فقط، شريطة موافقة أسرة ذوي المتوفى. وأكد استشاري أمراض الكلى موافقة 90 في المئة من أسر المتوفين دماغياً على التبرع بأعضاء المتوفى احتراماً من جانبهم لتوقيعه على التبرع بالأعضاء. وتأتي تصريحات مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء متزامنة مع الاحتفاء باليوم العالمي لزراعة الكلى اليوم (الأحد)، حيث سينظم المركز أنشطة وبرامج تتصل بجوانب التوعية بالمراكز الصحية في مدن المملكة كافة. وأوضح الدكتور فيصل شاهين أن الحملات الوطنية ستستمر لتوعية المواطنين بأهمية التبرع بالأعضاء لإنقاذ المرضى، مشدداً على ضرورة إجراء الفحص الدوري. وحذر الدكتور فيصل شاهين من إهمال أعراض مرض الفشل الكلوي وتداعياته لخطورتها على صحة الإنسان، ملمحاً إلى خطورة مرض فقر الدم الذي يصيب 90 في المئة من مرضى الفشل الكلوي المزمن. وأضاف الدكتور شاهين «يعود فقر الدم المصاحب لهذا المرض إلى قصور يصيب الكلى ويفقدها القدرة على إفراز هرمون الأرثروبوتين المسؤول عن تحفيز نخاع العظام على إنتاج كريات الدم الحمراء». وأشار شاهين إلى أنه في السابق كان المريض تنقل له كميات كبيرة من الدم لمرات عدة وبصورة مستمرة للحفاظ على نسبة الهيموغلوبين في جسم المريض، الأمر الذي يؤدي إلى احتمالات التعرض للدم الملوث الذي قد يتسبب في الكثير من الأمراض الخطرة مثل الكبد الفيروسي ونقص المناعة المكتسب وغيرهما. وأبان مدير المركز السعودي لزراعة أمراض الكلى أن الأمر اختلف على نحو حاسم مع التقدم الطبي الذي أتاح وجود عقارات عدة معوضة للأرثروبوتين، تساعد في توفير هرمون معوض للأرثروبوتين، يفعل على نحو مستمر مستقبلات هرمون الأرثروبوتين في نخاع العظام ما يعوض نقص إفراز الكلى التالفة للهرمون. وأشار شاهين إلى أن الفشل الكلوي المزمن حال خطرة طويلة الأمد تصيب الكليتين وتسبب فقداناً متزايداً ومتدرجاً لوظائف الكلى، وفي النهاية تسبب الفشل الكلوي «وفي هذا الاضطراب الذي يحدث على مدى سنوات، تفقد الكلى تدريجياً قدرتها على ترشيح السموم من الدم والتخلص منها في البول، فيحدث بالتالي تراكم للسموم والسوائل في الجسم، ولا يعاني المريض من أية أعراض إلى أن يفقد معظم وظائف الكلى وهنا تكمن خطورة هذا المرض».