حذر استشاري الأمراض الباطنية والكلى، مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين، من إهمال أعراض مرض الفشل الكلوي وتداعياته لخطورتها على صحة الإنسان، وألمح شاهين إلى خطورة مرض فقر الدم الذي يصيب 90% من مرضى الفشل الكلوي المزمن وقال إن فقر الدم المصاحب لهذا المرض يعود إلى قصور يصيب الكلى ويفقدها القدرة على إفراز هرمون الأرثروبوتين المسئول عن تحفيز نخاع العظام على إنتاج كريات الدم الحمراء.ولفت شاهين في تصريح بمناسبة الاحتفال بالأسبوع العالمي للكلى الذي تحتفل به المملكة العربية السعودية تضامنا مع دول العالم يوم الأحد القادم 18 ربيع الآخر الحالي إن للكلية دوراً مهماً في المحافظة على توازن المواد الكيميائية في الجسم مثل البوتاسيوم والصوديوم، كما تساعد علي حفظ توازن الأحماض وإنتاج الهرمونات التي تساعد نخاع العظم على تصنيع خلايا الدم الحمراء من أجل نقل الأوكسجين إلى جميع خلايا الجسم، هذا بالإضافة إلى إنتاج الكلى لفيتامين “د” النشيط لتبقي العظام قوية وسليمة وتساعد أيضاً في بقاء ضغط الدم في الوضع الطبيعي. وأشار إلى أنه في السابق كان المريض ينقل له كميات كبيرة من الدم لعدة مرات وبصورة مستمرة للحفاظ على نسبة الهيموجلوبين في جسم المريض، الأمر الذي يؤدي إلى احتمالات التعرض للدم الملوث الذي قد يتسبب في العديد من الأمراض الخطيرة مثل الكبد الفيروسي ونقص المناعة المكتسب وغيرهما. موضحاً أن الأمر اختلف على نحو حاسم مع التقدم الطبي الذي أتاح وجود عدة عقارات معوضة للارثروبوتين ومن أهمها علاج “الميرسيرا” الذي أمكن عن طريقه توفير هرمون معوض للأرثروبوتين، يفعل على نحو مستمر مستقبلات هرمون الارثروبوتين في نخاع العظام، ما يعوض نقص إفراز الكلى التالفة للهرمون مفيدا أن المريض يعطى العلاج مرة واحدة شهرياً، ومن ثم أسهم في تقليل عدد زيارات المرضى لمراكز العلاج وبالتالي وفر وقت الأطباء والمستشفى والمعدات الطبية. وبين أن هناك العديد من العوامل التي تسهم في ظهور أمراض الكلى، لكن أهم العوامل المؤدية للفشل الكلوي المزمن تنقسم إلى عوامل أساسية مثل الإصابة المزمنة بمرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم وهو ما يحدث بنسبة 50% في معظم البلدان العربية. وهناك عوامل ثانوية تؤدى إلى قصور الكلى المزمن مثل بعض أمراض المناعة كالذئبة الحمراء والتهاب الأوعية، أو في حالة وجود تاريخ مرضي للفشل الكلوي في العائلة، وكذلك قد ينتج عن العدوى والالتهابات المتكررة في المسالك البولية أو الحصوات المتعددة في كلتا الكليتين. ولفت شاهين إلى أن الفشل الكلوي المزمن حالة خطيرة طويلة الأمد تصيب الكليتين وتسبب فقداناً متزايداً ومتدرجاً لوظائف الكلى، وفي النهاية تسبب الفشل الكلوي. وفي هذا الاضطراب الذي يحدث على مدى سنوات، تفقد الكلى تدريجياً قدرتها على ترشيح السموم من الدم والتخلص منها في البول، فيحدث بالتالي تراكم للسموم والسوائل في الجسم. وقد لا يعاني المريض من أية أعراض إلى أن يفقد معظم وظائف الكلى وهنا تمكن خطورة هذا المرض. وشدد على أن ارتفاع نسبة البولينا في الدم أول العلامات التحذيرية على حدوث الفشل الكلوي المزمن، وهنا يشكو المريض من قىء مستمر، وضعف في الشهية، وأنيميا، وضعف عام فى الحالة الصحية، وعدم القدرة على بذل أي مجهود، ووجود حكة بالجسم وصعوبة في التنفس. وللمفارقة، لا تظهر على الكلى نفسها أعراض معينة ونادراً ما يشكو المريض منها بشكل مباشر، وعادة يميل لون البول لدى مرضى الفشل الكلوي إلى البياض لا إلى الاصفرار لأنه يكون خالياً من السموم نتيجة فقدان الكلية لعملها. وتحدث شاهين عن الوقاية وشدد على أهمية علاج مريض السكر علاجاً دقيقاً للحفاظ على مستوى السكر في الدم في الحدود الطبيعية بصفة منتظمة. كما شدد على أهمية التزام مرضى ارتفاع ضغط الدم بالعقاقير الطبية والمتابعة السليمة للمحافظة على المعدل الطبيعي لضغط الدم. وألمح إلى أهمية تجنب تناول أي عقاقير دون استشارة الطبيب، لأن كثيراً منها له أضرار سامة على الكلى، مثل أدوية الروماتيزم والمسكنات، حيث يؤدى استخدامها لفترة طويلة إلى الفشل الكلوي.كما لفت شاهين إلى أهمية علاج المرضى الذين يعانون من التهابات متكررة مثل صديد الكلى والحصوات علاجاً سليماً، مع الرعاية الطبية الدورية حتى لو لم يكن هناك شكوى من مرض معين. وشدد على أهمية تعميق ثقافة الفحص الدوري بما في ذلك تحليل البول وتحليل وظائف الكلى، مع الكشف بالموجات فوق البنفسجية على الكليتين.جدير بالذكر، أن العالم يحتفل باليوم العالمي للكلى في الثامن من مارس لرفع الوعي بأهمية الحفاظ على صحة الكلى وتقليل تأثير أمراض الكلى وما يرتبط بها من مشاكل. وتشير التقارير العالمية إلى أن هناك أكثر من 500 مليون شخص في العالم يعانون من نوع من أنواع الاختلال في وظائف الكلى التي تؤدي إلى العديد من أمرض الكلى. وفي المملكة تشير التقارير الطبية إلى أن معدلات الإصابة بالفشل الكلوي بلغت 145 مريضاً لكل مليون، بعد أن كانت معدلاتها قبل عشرة سنوات تقدر ب 110 مريضاً لكل مليون ومن المتوقع أن تزيد الإصابة لتصل إلى 200 مريض لكل مليون خلال 10-15 سنة القادمة.