طهران، فيينا، تل أبيب – أ ب، رويترز، أ ف ب – دعت إيران الدول الست المعنية بملفها النووي، الى «مفاوضات حضارية»، فيما حضّ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز على «اختبار» تأثير العقوبات فيها، قبل مناقشة الخيار العسكري. وقال المندوب الايراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية ان بلاده ستسمح بتفتيش مجمّع بارشين العسكري، مؤكداً انها «أجابت على كل أسئلة الوكالة». وذكّر بأن القرار 533 الذي أقرّته الوكالة الذرية عام 1990، يعتبر أن «أي هجوم أو تهديد بهجوم على منشآت نووية ذات أغراض سلمية، ينتهك ميثاق الأممالمتحدة والحقوق الدولية والنظام التأسيسي للوكالة الذرية»، وقال خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا: «يشهد العالم الآن تهديدات متكررة يطلقها الكيان الصهيوني، ما يشكّل خرقاً واضحاً لهذا القرار». وحضّ سلطانية الغرب على «التخلي عن سياسة الجزرة والعصا والعقوبات والمفاوضات، والقبول بمفاوضات حضارية، من دون قيد أو شرط، مع الحفاظ على الاحترام المتبادل والندية». في المقابل، قدّم المدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو روايته لزيارتين «فاشلتين» أجراهما وفد بارز من موظفي الوكالة الى طهران أخيراً، معرباً عن أمله بألا تعود ايران الى «النهج القديم الذي يسعى لأن يغلّ أيادينا». وقال انه أبلغ مجلس محافظي الوكالة بأن «تصريحات إيران في شأن محادثاتها مع الوكالة، تحوي معلومات غير صحيحة»، مضيفاً: «اذا وُضعت قيود كثيرة على الوكالة، لا يمكننا تنفيذ عملنا كما يجب». لكن سلطانية عرض رواية مختلفة للأحداث، معتبراً أن الوكالة قدّمت صورة «مخيّبة للآمال» وغير كاملة، في شأن المحادثات في طهران. إسرائيل في غضون ذلك، اعتبر بيريز أن اسرائيل لا تحتاج «نقاشاً علنياً»، قبل شنّ هجوم على إيران، وقال: «أعتقد بوجوب أن نختبر العقوبات أولاً، وبعد ذلك سنرى. في حالة جنوب أفريقيا، أعطت العقوبات نتيجة، والى حد ما في ليبيا وأوكرانيا». وأضاف: «اذا كان علينا الاختيار، فلنبدأ بالخيار غير العنيف، والقول في وضوح إن كل الخيارات الأخرى مطروحة على الطاولة». وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو جدد تأكيده أن بلاده لن تقبل امتلاك ايران «سلاحاً نووياً، لأننا نواجه خطراً وجودياً». وسُئل هل قرّر «منح فرصة للعقوبات الدولية، بدل شنّ هجوم على إيران»، فأجاب: «لا أتحرك وساعة التوقيت في يدي. ليست مسألة أيام أو أسابيع، لكن أيضاً ليست مسألة سنوات». وأشار نتانياهو الى وجود «اختلاف جوهري» بين النهجين الأميركي والإسرائيلي، إزاء إيران، معتبراً أن «توقيت الولاياتالمتحدة لمنع ايران من التحوّل قوة نووية، ليس توقيت إسرائيل». ونفى البيت الابيض أن يكون الرئيس الأميركي باراك اوباما عرض على نتانياهو تزويد إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات متطورة، او طائرة تموين للمسافات البعيدة، قد تُستخدم ضد ايران، شرط أن تؤجّل تل أبيب هجوماً على طهران الى السنة المقبلة. لكن الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني لم يستبعد احتمال مناقشة هذه المسألة، خلال محادثات مع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أو مسؤولين أميركيين آخرين. وسُئل كارني عن ترحيب مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي بدفاع أوباما عن خيار الديبلوماسية لتسوية الملف النووي الإيراني، فقال: «سياسة الرئيس (الأميركي) إزاء ايران تركّز في شكل واضح على سلوكها، لا على تصاريح من أي نوع». جنّتي على صعيد آخر، اشاد رجل الدين الايراني المتشدد أحمد جنّتي ب «المشاركة الشعبية الواسعة» في الانتخابات النيابية الأخيرة، وقال في خطبة صلاة الجمعة: «يجب تقبيل الأيادي التي صوّتت في صناديق الاقتراع. هذه الأصوات كانت صفعة للأعداء، في الداخل والخارج». واعتبر أن مشاركة 64 في المئة من الناخبين في الانتخابات، تظهر أن «المعارضة أقلية وأن الجماهير هي التي حضرت الى صناديق الاقتراع». وأضاف: «الشعب انتخب في شكل واع، ولم يهتم للقوائم الانتخابية، بل بلغ النضج السياسي، إذ يميّز بين النظام والقضايا والمشاكل الراهنة».