شدد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على أن «الضاحية (الجنوبية لبيروت) جزء عزيز من منطقة بعبدا وبيروت، ولكن للأسف بعض الأشخاص حوّلوها إلى جزء عزيز من طهران أو من دمشق، ونحن بانتظار اللحظة التي تعود فيها الضاحية الجنوبية جزءاً أعزّ من بعبدا وبيروت ولبنان»، مؤكداً «أن كلّ سلاح موجود خارج الدولة هو ضد التعايش، لأن لا مكان لهُ في الدستور، وأي سلاح خارج الشرعية الرسمية هو ضد إرادة مجموعات كبيرة من اللبنانيين ولا يحق لأحد اتخاذ أي قرار عن الشعب اللبناني من خارج مؤسسات الدولة الدستورية». وقال جعجع خلال مأدبة عشاء أقيمت على شرف رؤساء بلديات ومخاتير قضاء بعبدا إن «التعايش لا يكون بالخطابات والتصريحات السياسية بل هو فعل يومي وواقع على الأرض، وعلينا كلبنانيين أن نُطبّق اتفاق الطائف والدستور اللبناني، وبالأخص لجهة إيجاد قانون انتخاب عادل يمثل بالفعل المجموعات اللبنانية كافةً كما يجب أن تتمثّل، وأن تكون السيادة للدولة، ونحن كلبنانيين نتمثّل جميعاً في مؤسساتها». وأضاف قائلاً: «إذا كان هناك من أسرى في إسرائيل يجب استرجاعهم إلى لبنان، فالشعب اللبناني هو من يجب أن يُقرر في الأمر، وإذا وجب الدفاع عن لبنان لن نقبل أن يفرض بعضهم علينا أنه هو فقط من يُدافع عن الوطن وغيره لا يحق له ذلك، فهذه النظرية تضرب التعايش بصميمه». بيع منظم لأراضي بعبدا وتوقف عند مسألة بيع الأراضي في المنطقة، قائلاً: «ما يحصل أن في منطقة بعبدا، وخصوصاً لجهة الساحل، تجري عملية بيع وشراء منظمة لأسباب وأهداف أبعد من المواطن العادي، إذ تحصل عملية شراء للأراضي بكميات كبيرة من قبل واجهات تجارية معينة بأموال مشكوك بأمرها ومن قبل جهات مشكوك بأمرها، ونحن ضد هذه العمليات بالتحديد، نحن لسنا ضد التبادل والتداول بين المواطنين مسلمين أو مسيحيين، ولكن المشكلة الكبيرة أن تحصل هذه الأمور عن سابق تصور وتصميم وانطلاقاً من خطط استراتيجية عبر اجتياح كبير لعقارات كبيرة لأهداف تتعدى بأشواط التبادل العادي بين المواطنين اللبنانيين»، ورأى أن «الحلّ الوحيد أن يكون لدى البلديات المعنية أو اتحاد البلديات رأيها ببيع الأراضي لأنها تستطيع التمييز بين العمليات العادية والعمليات المشكوك بأمرها التي تحصل عبر أموال ضخمة غير معلوم مصدرها ولكن معروفة الأبعاد». وإذ أشار إلى أن «الربيع العربي سيواجه عقبات وصعوبات»، أكد «أننا مع هذا الربيع العربي ومع الديموقراطية حتى النهاية». وانتقد قول بعضهم «لسنا مع ربيع العنف والدمار والقتل» تعليقاً منهم على ما يحصل في سورية، وقال: «علّ هذا البعض يتكلم مع النظام في سورية ليوقف هذا الدمار والعنف هناك وليترك الحركة الشعبية كما هي»، مذكراً بأنه «ككلّ الثورات في التاريخ عندما بدأت السلطة بقمع الثورة تحوّلت إلى ثورة عنفية على مثال الثورات الفرنسية والأميركية». ورد على قول بعضهم «صحيح النظام في سورية ديكتاتوري ولكن يوجد مثله كثير في العالم العربي»، وسأل جعجع: «ينزل الآلاف اليوم في العالم العربي إلى الشوارع فتقوم السلطات بقصفها وبدك المدن؟ وإذا ما سلّمنا جدلاً بهذا الأمر، وبأن هذا النظام الديكتاتوري غير وحيد في المنطقة، هل نقبل في نهاية المطاف بما يحصل في سورية؟». وعمن يقول إنه «إذا سقط النظام السوري ماذا سيحلّ بالمسيحيين؟»، أجاب: «أسأل إذا بقي هذا النظام ماذا سيحلّ بالمسيحيين؟ أين هم المسيحيون في سورية؟ فهم يعيشون من دون حرية ولا كرامة ولا تنظيم أحزاب ولا مسؤولين سياسيين، ومن قصم ظهر المسيحيين في لبنان غير النظام السوري؟ ومن اغتال شخصيات لبنان من كمال جنبلاط إلى بشير الجميل والشيخ حسن خالد والرئيس رينيه معوّض؟ ولن أكمل بتسمية الشهداء الآخرين لحين صدور نتائج المحكمة الدولية التي لن أستبقها».