واصل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والوفد المرافق زيارته لإقليم كردستان - العراق لليوم الثالث، فزار مقر قيادة الحزب الديموقراطي الكردستاني والتقى الأمين العام للمكتب السياسي فاضل الميراني وأعضاء القيادة الحزبية. بعد ذلك، توجه الوفد القواتي إلى مقر رئاسة إقليم كردستان واستقبله الرئيس مسعود البارزاني. وشكر جعجع لمضيفه كل التسهيلات التي يقدمها الإقليم للبنانيين المقيمين فيه والذين تخطى عددهم ال 10 آلاف لبناني، داعياً إلى تطوير التبادل الاقتصادي مع لبنان والإفادة من طاقاته البشرية. ثم كانت جولة أفق في الوضع في لبنان والعراق وسورية والمنطقة ككل، واتفق الجانبان على أن «الديموقراطية التعددية هي الحل الأمثل لما تعانيه المنطقة». وبعد الظهر عقد جعجع مؤتمراً صحافياً في مقر إقامته وقال: «إن سيادة وأمن اللبنانيين تنتهكان سواء من قبل إسرائيل أم من قبل السلطات السورية الحالية كما حصل مثلاً في منطقة وادي خالد حين سقط ثلاثة شهداء برصاص عناصر أمنيين دخلوا من الأراضي السورية مسافة 100 متر وأردوهم بالرصاص، أو في بلدة عرسال التي تتعرض من وقت إلى آخر لاختراقات سيادية كالتعدي على بعض المواطنين وبعض الهجومات الإعلامية عليها وغيرها». وعن القرارات الدولية المتعلقة بلبنان قال: «نعتقد أن للبنان مصلحة كبرى فيها فلن يستقر البلد إلا من خلال تنفيذ القرارات 1559، 1680، 1701 و1757 الذي يعنى بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وقد طلبنا المساعدة في ما يتعلق باستمرار الدعم لتطبيق هذه القرارات الدولية». وفي الشأن العراقي، اعتبر جعجع أن «العراق يمر في وضع دقيق أتمنى ألا يكون خطراً ومفصلياً، فالعملية السياسية هي شبه متوقفة وبالتالي هناك نوع من الجمود السلبي وليس الاستقرار الإيجابي، والخروج من الوضع الحالي إلى وضع أفضل يقتضي العودة إلى الدستور روحاً وحرفاً وخصوصاً العودة إلى الاتفاقات والتفاهمات التي سبقت ولادة الحكومة الحالية»، وقال: «العراق بلد مهم جداً وأي خلل بسيط فيه يؤثر في دول المنطقة بأكملها». وعن وضع المسيحيين في العراق، أكد أنه «لم يعد مقبولاً في الوقت الحاضر أن يتعرض بعض المسيحيين لاعتداءات كما يحصل أخيراً»، معتبراً أن «ما يجب القيام به هو اتخاذ التدابير اللازمة لتفادي أي اعتداءات مستقبلية ضد المسيحيين»، ومحملاً الحكومة العراقية «مسؤولية أمن المسيحيين في العراق». وعن الوضع في سورية، قال جعجع: «حتى للحظة أصبح عمر الثورة السورية 10 أشهر وعدد القتلى والشهداء المصرح به رسمياً هو نحو 5500 شهيد، بينما بتقديري الشخصي العدد هو أكبر من ذلك بكثير إذ لا يجب أن ننسى أن هناك آلاف المصنفين مفقودين، وحان الوقت لإيجاد حل لهذه الأزمة، والحل الأمثل هو تنظيم استفتاء على مستوى سورية ككل بإشراف الأممالمتحدة طبعاً وليس كالاستفتاءات التي كان يقوم بها النظام والتي كانت نتيجتها معروفة سلفاً وهي تأييد الأسد بنسبة 99.99 في المئة. من هنا يجب أن تلتقي الدول العربية مع الدول الغربية لإيجاد حل للأزمة السورية، وأنا لا أطالب بتدخل عسكري في سورية ولكن بالمساعدة لإنهاء الأزمة، فالعالم لا يجب أن يقف مكتوف اليدين في مواجهة ما يحصل». واعتبر جعجع أنه «لا يمكن أحداً أن يكون مع الديموقراطية عندما تكون تناسبه فقط، إذ عندما تحصل انتخابات نزيهة وحرة إلى حدود بعيدة يجب أن نقبل بنتائجها سواء أدت إلى إيصال الإخوان المسلمين في تونس ومصر وليبيا إلى السلطة أم لا. فلننتظر ولنعط الربيع العربي حظوظه، إذ يجب ألا ننعى هذا الربيع بل يجب مساعدة الثورات للوصول إلى أهدافها في أقرب وقت ممكن». وشدد على أن «المنطقة العربية لن تستقر قبل إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية أي ما اتفقت عليه الدول العربية في مؤتمر القمة الذي عقد في بيروت عام 2002»، مشيراً إلى أن «لا استقرار فعلياً في المنطقة قبل الوصول إلى هذا الحل». وعاد جعجع والوفد المرافق الى بيروت مساء أمس.