أكد رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل «وجوب القيام بقراءة متأنية داخلياً أو على صعيد المنطقة ككل»، لافتًا إلى أن «الشعوب تطالب بتغيير الأنظمة، إلا أنه يجب أن نتعاون ليكون البديل أفضل ويؤسس لمرحلة جديدة»، مضيفاً: «دورنا في لبنان تجاه الثورات التي تحصل من حولنا ليس عبر إرسال الأسلحة والمسلحين بل دورنا حضاري يتمثل بإفادة الثورات من تجربة لبنان بإيجاد نظام يعطي الحقوق لكل الشعوب». وقال الجميل خلال مؤتمر صحافي عقده في البيت المركزي للكتائب امس، عن نتائج زيارته مصر: «الزيارة جزء من تحرك أوسع، التقينا فيها وزيري خارجية مصر وقطر والأمين العام لجامعة الدول العربية والأنبا شنودا الثالث، ويندرج هذا التحرك في الخط التاريخي للكتائب التي تؤْمن بالثوابت اللبنانية وتعمل من أجل الحفاظ عليها، ونضالنا ليس عبر التصريحات بل تضحية حتى الاستشهاد عندما تدعو الحاجة، ونرفض أن يكون المسيحي في لبنان والشرق مكسر عصا». وأضاف: «توجهت إلى مصر للقول للأقباط: نحن معكم ومعجبون بصمودكم ونرفض أن يدفع المسيحي في الشرق ثمن الصراع بين الشرق والغرب»، وزاد: «غالبية الثورات لم توحد صفوفها وهيئاتها ولم تتمكن من تحديد لونها الوطني والسيادي ولا حتى ترجمة الحرية والسيادة، ولأننا نحرص على حركة التغيير، فنحن نريدها شفافة لا أن تستفيد منها الأنظمة الديكتاتورية للانقضاض عليها، فأن نكون في الكتائب ضد الديكتاتورية هذا تحصيل حاصل، ونرفض أن نكون ضحية مشروع التغيير لأننا ساهمنا به». وشدد الجميل على «وجوب أن تتدخل الجامعة العربية لوضع شرعة إطار تؤسس لنظام عربي جديد في الدول التي تشهد الثورات». وإذ أكد أن «المسيحيين في لبنان والشرق لا يقبلون العزل والاعتزال بل التعايش مع الآخر ولعب دور محوري والبقاء رواداً في هذا الشرق»، قال: «لا يمكن أن نعوّل على الديكتاتوريات من أجل حماية الناس، فمن يحمي هو الدستور والقوانين، وموقفنا واضح لجهة المساهمة بنشر الأفكار التي نؤمن بها وتتمثل بالحرية والديموقراطية والمساواة التي تطمئن كل الناس والجماعات». وتطرق الجميل إلى الوضع في سورية، وقال: «لا نريد أن ندخل بالخصوصية السورية، وكما نعلم ان لا فريق واحداً يمثل المعارضة والثوار، فهناك أطراف عدة تمثل المعارضة ولننتظر أن يكون هناك موقف موحد لها ولننتظر أيضاً كل المساعي التي تقوم بها الجامعة العربية وعلى ضوء كل ذلك لكل حادث حديث». ورأى الجميل ان «بعض الثورات يعلن مبادئ عامة ويطالب بالحرية والديموقراطية، لكن مفهوم هذه الشعارات ضبابي، وما نسعى إليه هو التعاون والمساعدة من اجل الخروج من نظام مرفوض الى نظام افضل من دون الوقوع في الفوضى، لأنه بغياب المشروع هناك فوضى أو ديكتاتورية أو أصولية». واشار الى لقاء «بعض القادة من كل الاتجاهات ولمست لدى الإخوان المسلمين تفهماً لضرورة معالجة بعض الأمور حرصاً على السلام الوطني والسلام الداخلي في مصر».