تزخر ساحة «لا مادلين» الباريسية الأنيقة والشوارع الصغيرة المتفرعة منها بالمطاعم الفاخرة التي تزورها الشخصيات المرموقة المنتمية إلى دنيا الفنون والأدب والسياسة والديبلوماسية، وبين هذه المطاعم يحتل ذلك المسمى «1728» مكانة مميّزة لما ينفرد به من ديكور داخلي يشبه القصور الملكية الفرنسية، بينما تصعب رؤيته من الخارج أو الدراية بوجوده سوى لمن هم على معرفة بأمره، وبالتالي لا يزيد المدخل عن كونه باباً صغيراً في أعلى خمس درجات ولا توجد فوقه أي لافتة معلنة اسم المكان أو نشاطه. والسرّية هذه تشكل الضمان الذي يبحث عنه صاحب المطعم لأن روّاده سيعودون إليه. وعادة لا يرتكب العاملون أي خطأ جسيم في مثل هذه الأماكن الفخمة، إلا أن القدر شاء أن تصاب عازفة بيانو يابانية شابة كانت تزور باريس لإحياء سهرة مخصصة للموسيقى الكلاسيكية في قاعة «غافو»، بجرح في يدها أثناء تناولها وجبة في المطعم المعني، إثر قيام النادل بإسقاط زجاجة من الماء إلى جوارها وتكسّرها. وربطت يد العازفة على الفور ثم تولّى مدير المطعم إيصالها بسيارته إلى عيادة أحد أطباء الدائرة الثامنة التي يقع فيها المطعم، لمعالجة الجرح في شكل فوري، وكل ذلك على حساب المطعم إضافة إلى أي تكاليف إضافية قد تترتب عن الحادث. أما النادل فاختفى عن الأنظار، وليس من المؤكد أنه لا يزال في خدمة مطعم «1728». وليس من المستبعد أن تقيم العازفة دعوى على المطعم لأنه تسبب بتعطيلها عن العمل.