بيغوتشي (الإكوادور) - أ ف ب - استحدثت جماعات من السكان الأصليين في شمال الإكوادور احتفالاً محلياً جديداً أثبتت من خلاله شغفاً كبيراً بكرة القدم، إذ نظمت دورة «مونديال» خاصة بها يكافأ فيها أفضل هدّاف برؤوس الماشية. وتقع قرية بيغوتشي الصغيرة، التي يرتادها السياح للتمتع بشلالاتها الكثيرة، على مسافة 110 كيلومترات شمال كيتو. وهي اليوم تضيف إلى احتفاليتها التقليدية بالزهور (باوكار رايمي)، دورة لكرة القدم بدأت في نهاية شباط (فبراير) الماضي واستمرت عشرة أيام، فيما احتشد للمباراة النهائية نحو 15 ألف متفرج يرتدون البانشو ويعتمرون السومبريرو. وفاز بالكأس، الأسبوع الماضي، فريق بلدة أوتافالو. والكأس عبارة عن نسخة برونزية من كأس العالم الأصلية. أما «الحذاء الذهبي»، الذي يمنحه عادة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، فيأتي هنا على شكل صندل ينتعله السكان الأصليون، مطلي وموضوع في صندوق زجاجي. ويكافأ الفائزون أيضاً بمبلغ 2500 دولار، أي ما يعادل عشرة أضعاف الحد الأدنى للأجور في الإكوادور. ويقول المسؤول في اللجنة المنظّمة انطونيو ليما: «إنها حفلة التلاقي»، موضحاً أن نحو أربعة آلاف عامل مهاجر، لا سيما من بيغوتشي، يعودون لحضور هذا «المونديال»، وغالبيتهم تقطن في أوروبا أو دول أميركية لاتينية، وكانوا وراء فكرة الدورة بعدما استمتعوا بإنجازات النوادي الإسبانية أو الأرجنتينية الكبرى. ويساهم المغتربون في تمويل هذه الاحتفالات التي تصل كلفتها إلى 110 آلاف دولار، تتكفّل السلطات المحلية بنسبة 60 في المئة منها. إلا أن الأزمة الاقتصادية في أوروبا أدت إلى تراجع عدد الزوار من الخارج. ويقول ليما بأسف: «لم يتمكنوا جميعاً من السفر». ويدعم نجوم دوليون أيضاً هذا الشغف المحلي بكرة القدم، على غرار مهاجم نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي انطونيو فالنسيا الذي تعود أصوله إلى ولاية سوكومبيوس المجاورة. إلا أن الأجواء تبقى حماسية عموماً، ويوضح سيرخيو توشكوين (27 سنة)، وهو أحد هدّافي الفريق الفائز: «إنها مناسبة جميلة جداً للقاء أصدقاء الحي أو المدرسة». وحاز زميله في الفريق، باتريسيو موينالا (14 سنة)، لقب هدّاف الدورة بعد تسجليه ستة أهداف. أما جائزته فعبارة عن ثورين قويين رافقا قافلة الفريق خلال رحلته من بيغوتشي إلى أوتافالو، أمام حشد من المشجعين. وفيما تصرخ الحشود لدى مرور الفريق: «أبطال! أبطال!»، كان الأخيرون يفكّرون في همّ آخر بعيد من الرياضة: ماذا عساهم يفعلون برؤوس الماشية التي فازوا بها؟ هل يبيعونها ب1200 دولار؟ أم يضحّون بها لإقامة مأدبة طعام مشتركة لأهل القرية؟