واشنطن - أ ف ب - اكد وزير العدل الأميركي أريك هولدر حق الإدارة في تصفية مواطنين في إطار «الحرب على الإرهاب»، والذي ينتقده مدافعون عن حقوق الإنسان. وقال أمام كلية الحقوق في جامعة «نورثويسترن» بشيكاغو حول الموضوع المثير للجدل: «من مسؤولية الإدارة استخدام القوة في بعض الحالات للدفاع عن الولاياتالمتحدة في شكل مناسب وشرعي»، ما شكل أول تبرير لمسؤول أميركي كبير في إدارة الرئيس باراك أوباما للغارات التي تشنها طائرات من دون طيار، وأدت إلى مقتل ثلاثة اميركيين على الأقل خلال الشهور الخمسة الماضية بينهم أنور العولقي، الإمام المتطرف المرتبط بتنظيم «القاعدة» الذي اغتيل في اليمن في أيلول (سبتمبر) 2011. واعتبر الوزير أن اعتقال إرهابي أميركي يشكل تهديداً وشيكاً بشن هجوم عنيف «لا يحصل دائماً بسبب طريقة تحرك الإرهابيين والأماكن التي يختبئون فيها». وأضاف: «يطلق البعض على هذه العمليات تسمية اغتيالات، لكنها ليست كذلك لأن الاغتيالات أعمال قتل غير شرعية، فيما استخدام القوة للدفاع عن النفس في مواجهة مسؤول من القاعدة أو منظمة تابعة لها ليس أمراً غير شرعي». وأوضح الوزير الأميركي أن «حمل الجنسية الأميركية لا يعطي هؤلاء الأشخاص حصانة، ولا يمنع أن يكونوا أهدافاً، علماً أن سلطتنا الشرعية لا تتوقف في ارض المعركة بأفغانستان، لأننا نحارب عدواً بلا دولة، وتتحمل إدارتنا المسؤولية والحق في حماية امتنا وشعبها في مواجهة التهديدات». وأشار إلى أن هذا النوع من العمليات لا يحصل إلا استناداً إلى ثلاثة شروط تشمل إجراء تحقيق «معمق ودقيق» يثبت أن الشخص المستهدف يشكل تهديداً وشيكاً، واستحالة اعتقاله، وتنفيذ العملية «طبقاً لمبادئ قوانين الحرب». وطالبت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، وخصوصاً الاتحاد الأميركي للدفاع عن الحريات المدنية، بنشر وثائق سرية سمحت بتصفية اميركيين من دون محاكمة مثل العولقي. كما دعت إلى اعتماد «اكبر قدر من الشفافية» حول هذا البرنامج الذي تعتبره غير شرعي لأن «الدستور لا يسمح بحرمان الأميركيين من حياتهم أو من حريتهم من دون إجراء قانوني». ورأت هينا شمسي، مديرة الاتحاد الأميركي للدفاع عن الحريات المدنية للأمن القومي أن تصريحات هولدر تبرر السلطة المخيفة التي تمنحها الحكومة لنفسها من اجل تنفيذ اغتيالات محددة الأهداف ضد مدنيين، وبينهم أميركيون على أي ارض معركة ومن دون إشراف رسمي ولا رقابة من القانون. وصرح توم باركر، مدير منظمة العفو الدولية المكلف مسائل الإرهاب بأن «استخدام طائرات من دون طيار يفترض الجرم، علماً انه لا يمكن تحقيق العدالة من على ارتفاع عشرة الآف قدم». وإلى جانب العولقي، قتلت طائرة أميركية بلا طيار ابنه عبد الرحمن البالغ 16 سنة في اليمن في تشرين الأول (أكتوبر)، وسمير خان نهاية أيلول. وكان أوباما اعلن أن مقتل العولقي «وجه ضربة قاسية جداً للجناح الأكثر نشاطاً من القاعدة»، والذي دبرّ اعتداء فاشلاً نفذه النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب لتفجير طائرة ركاب فوق ديترويت في يوم عيد الميلاد عام 2009.