بتوجيه من رجل الأمن الواقف عند نقطة تفتيش في منطقة الدورة جنوب بغداد ترجل فراس احمد ذو(23 سنة) من سيارته في المكان المخصص لتفتيش السيارات، لكن عناصر الأمن لم يفتشوا سيارته بل سألوه: «لماذا تضع ميدالية على شكل جمجمة وهي ممنوعة بأوامر عليا ؟ هل انت ايمو». وكرروا قولهم إن «ميداليات الجماجم ممنوعة بأوامر عليا». اضطر فراس إلى تكسير الميدالية ليرضي رجال الأمن وينجو من التحقيق. بعيداً من الخلافات السياسية والاضطرابات الأمنية، تشهد بغداد هذه الأيام حملة تشنها جماعات مسلحة وأحزاب دينية لملاحقة شباب عرفوا بجماعة «إيمو» ظهرت بالتزامن مع احتلال القوات الأميركية العراق عام 2003، وازدهرت أخيراً. وجماعة»الايمو» من المراهقين الذين يستمعون إلى موسيقى الروك ويلبسون ثياباً سودا، وسراويل ضيقة أو فضفاضة جداً. وشهد عدد من الأحياء البغدادية إقبال الشباب على «الايمو»، ما دفع تجاراً إلى تخصيص محال في أحياء راقية كالكرادة والمنصور وشارع فلسطين لبيعهم الملابس والإكسسورارات فثارت حفيظة مسؤولين حكوميين ورجال دين طالبوا بمحاربة هذه الظاهرة. وينشر محبو «الايمو» صورهم على الفايسبوك وتواترت أنباء في بغداد عن مقتل سبعة من هؤلاء في مدينة الصدر والكاظمية على ايدي جماعات مسلحة ومكاتب تابعة لأحزاب دينية، وأفادت المعلومات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي أن بعضهم قتل رجماً وشوهت أجساد آخرين. لكن الجهات الرسمية نفت ذلك. وقال مدير قيادة الشرطة المجتمعية العقيد مشتاق المحمداوي ل»الحياة» إن «الأنباء عن حصول عمليات قتل لمعتنقي ظاهرة الايمو من الشباب في بغداد غير صحيحة ولم نتسلم أي خبر في شأنها». لكنه اكد أن عناصر الشرطة المجتمعية رصدت هذه الظاهرة منذ شهور و»قمنا بدراسات في شأنها لوضع الحلول لها». وأوضح المحمداوي أن «الإجراءات التي نتخذها تقتصر على التوعية والتثقيف لا اكثر»، مضيفاً أن «عناصر الشرطة المجتمعية يقومون بزيارة المدارس في شكل دوري لتوضيح الظاهرة السلبية». وأشار إلى أن «لجوء بعض عناصر الأمن إلى محاسبة شباب الايمو مباشرة هي ممارسات فردية لم تصدر بأوامر رسمية». لكن تصريحات مسؤولين محليين، أبرزها ما قاله رئيس اللجنة الأمنية في المجلس المحلي لمنطقة الكاظمية علي الشمري تشير إلى أن هناك إشاعات عن أن عناصر الجماعة يمصون دماء بعضهم بعضاً من المعاصم، ما أثار الرأي العام البغدادي». وأبدى الناشط المدني مناف عبد الرضا، مدير صفحة «أنا حر لم ولن أكون عبداً» على «الفايسبوك» استهزاءه من ملاحقة السلطات الأمنية شباب «الايمو». وقال»إنها طريقة لإلهاء الشعب بأمور ثانوية ينشغل بها عن الخلافات السياسية والتدهور الأمني ونقص الخدمات». وأضاف أن «التجييش الحكومي ضد بعض الشباب المسالمين استهداف للحريات».