طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – اتجه أنصار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي الى الفوز بأكثر من 75 في المئة من المقاعد، في الانتخابات النيابية التي نُظمت الجمعة الماضي، وشهدت هزيمة لمؤيدي الرئيس محمود أحمدي نجاد. وأظهرت نتائج جزئية للانتخابات، تحقيق قائمة «الجبهة المتحدة للأصوليين» التي تُعتبر مؤيدة لخامنئي، فوزاً ساحقاً على قائمة «جبهة الاستقامة» المساندة لنجاد. وبعد فرز الأصوات في 90 في المئة من الدوائر الانتخابية، أعلن وزير الداخلية مصطفى محمد نجار فوز 190 مرشحاً من الدورة الأولى، في انتظار مصادقة مجلس صيانة الدستور على النتائج. وأفادت وكالة «اسوشييتد برس» بأن ثمة 102 مرشح على الأقل من مؤيدي خامنئي، بين 197 فائزاً في الاقتراع، إضافة إلى 6 مستقلين مناهضين لنجاد. وأشارت إلى أن المقاعد المتبقية انقسمت بيت أنصار نجاد ووسطيين، فيما يجب تنظيم دورة ثانية لتحديد الفائز في 15 مقعداً على الأقل. اما وكالة «رويترز» فرجّحت فوز معسكر المرشد بأكثر من 75 في المئة من المقاعد، متوقعة أيضاً هيمنتهم على 19 مقعداً من أصل 30 في طهران، فيما ينال مؤيدو نجاد البقية. وأشارت إلى فوز أنصار خامنئي في مدينتي قم ومشهد، وتقدمهم في مدن إقليمية كبرى، مثل أصفهان وتبريز حيث ساند 90 في المئة من الناخبين نجاد خلال انتخابات الرئاسة عام 2009. كما رجّحت فوز أنصار المرشد في غالبية المناطق الريفية التي تشكّل معاقل تقليدية للرئيس الإيراني. أما محمد رضا باهنر، نائب رئيس مجلس الشورى (البرلمان)، فرجّح فوز «الجبهة المتحدة للأصوليين» ب80 في المئة من المقاعد، معتبراً أن الانتخابات «ستعزّز وحدتنا الوطنية، وستجعل الولاياتالمتحدة والغرب يغيّران لهجتهما إزاءنا». وأفادت وكالة «فرانس برس» بهزيمة عدد كبير من النواب ال79 الذين طالبوا بمساءلة نجاد أمام المجلس، متوقعة أن يكون أكثر من نصف البرلمان المقبل، من النواب الجدد. وأُعيد انتخاب رئيس البرلمان المنتهية ولايته علي لاريجاني، ورئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجردي، على رغم اتهامه بالتورط بفضيحة اختلاس نحو 3 بلايين دولار من مصارف محلية. ويتصدّر غلام علي حداد عادل، والد زوجة مجتبى، نجل خامنئي، وأحد قادة «الجبهة المتحدة للأصوليين»، المرشحين في العاصمة، متقدماً محمد حسن أبوترابي فرد ومرتضي آقاطهراني ومسعود مير كاظمي وعلي رضا مرندي وعلي مطهري وأحمد توکلي. بروين أحمدي نجاد في المقابل، هُزمت بروين أحمدي نجاد، شقيقة الرئيس الإيراني التي ترشحت للمرة الأولى، في غارمسار مسقط رأسها شمال البلاد. وقالت إنها «شهدت انتهاكات للقانون (خلال الاقتراع)، شهدها أيضاً آخرون»، معلنة أنها «ستقدّم شكوى في هذا الشأن». وأوردت وسائل إعلام إيرانية هزيمة النائب المحافظ البارز أحمد ناطق نوري وشخصيات إصلاحية بارزة بينها النائب مصطفى كواكبيان ومحمد رضا خباز وقدرة الله علي خاني، إضافة إلى مجتبى ذوالنور، الممثل السابق للمرشد لدى «الحرس الثوري»، وأحمد موسوي، سفير طهران في دمشق. واعتبر داود هرميداس بواند، وهو محلل سياسي في طهران، أن «حقبة الأحمدي نجادية في التاريخ السياسي لإيران تصل تدريجاً إلى نهايتها»، مضيفاً: «نجاد منهك سياسياً». لكن المعلّق السياسي علي رضا خاميسيان اعتبر أن من المبكر إبعاد نجاد عن المشهد السياسي، مؤكداً أن الأخير «لن يستسلم». ورأت وزارة الخارجية الإيرانية في الانتخابات «إنجازاً عظيماً شهد مشاركة ملحمية للشعب» أحبطت «محاولات إشاعة فتنة في البلاد». وعلّق الناطق باسم الخارجية رامين مهمان برست على تشكيك وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في نزاهة الانتخابات الإيرانية، داعياً «المسؤولين البريطانيين إلى عدم تكرار أخطاء الماضي». ورأى أن «الشعب الإيراني خيّب آمال الأعداء». ووصف لاريجاني الانتخابات ب «الملحمة والصفحة الذهبية الأخرى»، فيما أكد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني أن «الشعب الإيراني أثبت أنه واع ومتدين ومخلص للثورة»، مبدياً شكره ل «المسؤولين الذين نظموا الانتخابات في أجواء هادئة»، كما أعرب عن أمله بأن تؤدي نتائجها إلى «تشكيل مجلس جيد ومنسجم».