لم تكن حياة مثالية، لكنها كانت سعيدة، على رغم الظروف المالية التي يعيشها زوجها، كانت نعم الزوجة، صبرت وأنجبت أربعة أبناء (ثلاثة أولاد وفتاة). «ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل» بهذه الكلمات كانت تكابد المشقة والهم والديون المتراكمة وسجن زوجها أكثر من مرة. لكنها أخيراً انهارت. على حين غرة وفي غمرة مشاغلها وهموم أطفالها ومحاولة الشد على يد زوجها، فاجأها سرطان الثدي. بدأت مرحلة الآلام والخوف على نفسها وأبنائها من بعدها، خصوصاً في ظل كثرة الشكاوى التي تهدد والدهم بالسجن، ومن هنا انهارت حياة أسرة، وأوصدت الأبواب أمام سعادة لم تكن تكثر من زيارتها أصلاً. وتقول أم سعد: «اكتشف الأطباء إصابتي بالورم منذ أكثر من عام، وتنقلت للعلاج في أكثر من مستشفى، إلا أن وضعي الصحي لم يتحسن، بل على العكس تماماً، فكل يوم أفضل مما بعده». وتضيف: «لا أحزن على وضعي، فأنا مؤمنة وأعلم أن لكل أجل كتاب، ولكني أخشى من آثار الديون التي تضاعفت على زوجي»، موضحة بأن زوجها لم يقصر معها طوال مرضها على رغم قلة دخله المادي الذي لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال من وظيفته المتواضعة. وتتابع: «مع زيادة الضغوط على زوجي، بدأت أشعر بانهياره من الناحية النفسية، ومع أني لا أعرف ما يحدث في المنزل بسبب مرضي، إلا أني بدأت أخاف على مستقبل أبنائي»، موضحة بأنها علمت في ما بعد بأن صاحب الشقة التي يقطنون فيها قد طلب من زوجها المغادرة وإخلاء الشقة في حال لم يسدد مستحقات السنوات الماضية. تخضع أم سعد للعلاج الكيماوي، إلا أنها لم تعد متحمسة لإكمال العلاج، «ربما لن يصدقني أحد، ولكن الحقيقة أن وضع زوجي وأبنائي يشغلني عن كل شيء، بما في ذلك السرطان الذي ينهش جسدي». وتستطرد: «أسرتي تسير إلى الهاوية إن لم يتداركهم الله عز وجل ويسخر لهم من ينقذهم من الوضع المأساوي الذي يعيشونه»، متمنية من المسؤولين الوقوف مع زوجها لضمان عافيته حتى يستطيع تربية الأبناء وتأمين مستقبلهم.