إسلام آباد، واشنطن - «الحياة»، رويترز - اكد مسؤولون أميركيون أن إدارة الرئيس باراك اوباما لن تعدل خططها للاضطلاع بدور استشاري في أفغانستان، على رغم قتل جندي أفغاني مطلع الأسبوع مستشارين اميركيين لدى محاولتهما نصح ضباط وجنود محليين لدى مقر وزارة الداخلية بالتحلي بالتسامح تجاه قضية حرق جنود اميركيين نسخاً من القرآن الكريم داخل قاعدة باغرام قرب كابول، والتي أثارت أعمال عنف كبيرة وأدت إلى سقوط قتلى. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جورج ليتل مع تنامي الحديث عن الأخطار التي سيواجهها الجنود الأجانب لدى توجههم لتدريب القوات الأفغانية: «لن نترك الأحداث المؤسفة والمفجعة التي حصلت الأسبوع الماضي تؤثر على وجهة النظر البعيدة المدى التي نملكها. وزاد: «لا سبب لتغيير مسار شهد تحقيقنا تقدماً كبيراً». وبدا أن هذا الهجوم اللفظي ل «البنتاغون» الذي ردد تصريحات أدلى بها أول من امس ريان كروكر، سفير الولاياتالمتحدة في أفغانستان، يهدف إلى الحد من التكهنات بأن أعمال العنف قد تدفع القادة العسكريين الأميركيين إلى التخلي عن المسار الذي يفترض أن ينهي تدريجياً الدور القتالي للقوات الأميركية، ويُسنِد القيادة للقوات الأفغانية. وكانت حركة «طالبان» تبنت أول من امس مسؤولية شن هجوم انتحاري اسفر عن سقوط تسعة قتلى في شرق أفغانستان، ما سلّط الضوء على التحديات التي لا تزال تواجه واشنطن وحلفاءها مع مواصلتها خفض القوات والذي سينجز بالكامل بحلول 2014. وفي باكستان، استدعى رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني قائد الجيش الجنرال برويز أشفق كياني لمناقشته في الأوضاع الأمنية الداخلية والأخطار الخارجية التي تواجهها البلاد. لكن مصدراً في رئاسة الوزراء قال ل «الحياة» إن «الحديث تطرق أيضاً إلى مسألة تعيين مدير عام جديد للاستخبارات خلفاً للجنرال أحمد شجاع باشا الذي سيتقاعد من الخدمة بعد نحو ثلاثة أسابيع. وأوضح المصدر نفسه أن رئيس الوزراء توجّه مباشرة بعد الاجتماع إلى مقر رئيس الدولة آصف علي زرداري لإطلاعه على موقف الجيش من قضية تعيين مدير عام جديد للاستخبارات. وتندرج مسألة تعيين مدير عام جديد للاستخبارات ضمن صلاحيات رئيس الوزراء، لكن الجيش واصل خلال سنوات طويلة اختيار مرشحه لهذا المنصب، باعتبار أن تعيين مدراء سابقين للاستخبارات من دون موافقة المؤسسة العسكرية أدى إلى صراع مرير بين الحكومة المدنية والمؤسسة العسكرية التي رفضت التعاون معهم. وحصل ذلك لدى اختيار بينظير بوتو الجنرال المتقاعد شمس الرحمن كاللو مديراً للاستخبارات عام 1989، وحين عيّن نواز شريف الجنرال جاويد ناصر والجنرال ضياء الدين بت مديرين للاستخبارات في حكومتيه الأولى والثانية. وتحاول الحكومة الحالية تعيين مدير مدني للاستخبارات العسكرية، وهو ما تعارضه قيادة الجيش، فيما تحبذ الولاياتالمتحدة هذا الأمر أو إخضاع المدير لإشراف الحكومة المدنية، لكنها تخشى في الوقت نفسه أن يغضب هذا الأمر المؤسسة العسكرية الباكستانية ويجعلها غير متعاونة مع الولاياتالمتحدة في ما يتعلق بالفصل النهائي في أفغانستان، ومسألة خروج القوات الأميركية منها. وتدهورت العلاقات بين المؤسسة العسكرية الباكستانيةوواشنطن إلى أقصى حد بعد قتل قوات كوماندوس أميركية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن العام الماضي، ومقتل 24 جندياً باكستانياً في غارة شنتها طائرات أميركية بلا طيار على مركز للجيش الباكستاني في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إذ رفضت المؤسسة العسكرية الباكستانية استقبال وفود أميركية إذا لم تقدم واشنطن اعتذاراً رسمياً عن الحادث.