علينا إذاً أن نسجل نوع الجراحة التي نحتاجها في جهاز صغير يبرمج بصورة ذكية كالجهاز الذي يضعونه على الأبواب في المحال التجارية، الذي يطلب منك «ذكر الله» بشرط أن يردد نوع الجراحة بصوت واضح جلي وبكل اللغات الممكنة، على أن يعيد ما سجلناه كل خمس دقائق قبل دخولنا غرفة الجراحة، وإذا أخبرونا أن هذا السلوك ممنوع.. أخرج لهم من بين ثنايا رداء الجراحة ورقة مكتوبة بالحبر الأحمر عن نوع الجراحة المطلوبة، وإذا رفضوا تذكيرك «لهم» رد فوراً قبل أن تتمسّك بماسك الأوكسجين «لا يا عم العمر مش بعزقة!». فقد دخلت فتاة في محافظة صبيا غرفة الجراحة لاستئصال اللوز، وعندما تأخرت ذهبت أسرتها إلى الطبيب المسؤول لسؤاله عن سر تأخرها في الخروج من غرفة الإفاقة، فأخبرهم أنه لم يرها اليوم ولم يُجْرِ لها أي جراحة، وعندما بحثت الأسرة اكتشفت أن ابنتها لم تُستأصل لها اللوز بل تم خضوعها لجراحة «بواسير»! ذكرني ما حدث بفيلم للفنان محمد سعد عندما أفاق ووجد نفسه في تركيا وهو يعتقد أنه في مصر وسأل بحيرة «إيه اللي جاب القلعة جنب النيل؟!». لا أدري ما هي المعايير المتخذة في إجراء الجراحات؟ ... وكيف حدث هذا الخطأ المضحك المبكي. ألا تكون ملفات المرضى في غرف الجراحة للتأكد أن الجراحة المطلوبة هي لوز وليست «بواسير»؟ أشفق على الفتاة المسكينة التي أفاقت من غيبوبتها وهي تتوقع أنها ستأكل «آيس كريم» ووجدت لوزها التي تؤلمها في محلها ومنطقة أخرى تؤلمها، والأدهى لو كانت لا تشتكي منها! - أنت متوفى ولا يمكنك أن تستقدم عمالة! ماذا تفعل لو راجعت يوماً إدارة حكومية وقدمت أوراقك وأنت تتنفس الهواء لتفاجأ بالموظف يطيل النظر إليك ثم يصرف نظره ويحوله لجهاز الحاسب ثم يقرأ بياناتك ويخبرك بأنك لا تستطيع أن تستقدم عمالة، وإذا تخيلت الموقف وهممت بسؤاله «ليش يالطيب؟!» لا تتفاجأ ولا تنصدم وحاول أن تمسّك بأقرب وأكبر حائط أمامك لو وجدته حتى لا تسقط أرضاً بعد أن تسمع: «بس لأنك يا أخي متوفى والله يرحمك!». فقد راجع المواطن سعيد الشهراني مكتب العمل في بيشة بغرض توفير عمالة له، لكنهم أكدوا استحالة تحقيق ذلك بسبب أن صاحب المنشأة متوفى في السجلات، ليسارع بالشكوى لمدير المكتب، مؤكداً أنه حي يرزق، عندها صدرت التعليمات للتصحيح الذي لن يستغرق سوى 24 ساعة، وبحسب الخبر فقد راجع الموظف بعد أسبوع ليجد أنه ما زال متوفى مع وعد بتصحيح البيانات وجملتنا الشهيرة «الخطأ وارد حدوثه لأننا بشر». [email protected] @s_almashhady