سجّلت النساء الخليجيات حضوراً قوياً في سوق العمل خلال السنوات الأخيرة، وزاد عددهن إلى 3.3 مليون، مقارنة ب1.5 مليون في العقد الأول من القرن ال21، بزيادة 83 في المئة. ووفقاً ل «مجموعة بوسطن للاستشارات» فإن حجم الثروة المتركزة لدى النساء في المنطقة العربية تصل إلى 500 بليون دولار، بينما تقدر مجلة «مييد» حجم الثروة لدى النساء الخليجيات ب385 بليوناً. وأكدت مؤسسة «الماسة كابيتال» في تقرير صدر أمس، أن ما يزيد على 26 في المئة من النساء في المنطقة العربية دخلن إلى سوق العمل، علماً أن النساء يشكلن 41 في المئة من تعداد السكان. وتستثمر هذه الثروات عادة في الأصول الآمنة كالسندات والودائع النقدية والمصرفية، ما دفع بعض المؤسسات المالية إلى اتخاذ خطوات جدية للاستفادة من هذا النهج. وكرست المؤسسات المالية هذه الأموال والاستفادة منها من خلال تأسيس فروع مصرفية خاصة بالسيدات، وتأسيس صناديق موجّهة إليهن. وتحتضن السعودية والإمارات نحو ثلاثة أرباع إجمالي القوى العاملة النسائية في منطقة الخليج، حيث تساهم السعودية بنسبة 54 في المئة من إجمالي القوة العاملة النسائية في منطقة الخليج، تليها دولة الإمارات بنحو 700 ألف امرأة عاملة يشكلن 22 في المئة من إجمالي القوة العاملة النسائية في منطقة الخليج العربي، بينما تساهم الكويت بعشرة في المئة، وسلطنة عمان بستة في المئة، وقطر بخمسة في المئة، والبحرين بأربعة في المئة. وبيّن التقرير أن معظم دول الخليج يعتزم اتخاذ إجراءات ومبادرات بهدف توسيع مجالات الفرص المتاحة. ففي أيلول (سبتمبر) الماضي، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قراراً يمنح المرأة السعودية حق المشاركة كناخبة ومرشحة في مجلس الشورى، وفي انتخابات المجالس البلدية. واعتبرت «الماسة كابيتال» هذا القرار «خطوة مهمة في اتجاه تعزيز دور المرأة في النواحي الاجتماعية، ويظهر قدرتها على تولي المهمات والأدوار الأساسية وتحمل المسؤوليات». وأطلقت كل من قطر والكويت منتديات خاصة مثل «منتدى سيدات الأعمال القطريات» و«اتحاد سيدات الأعمال والمهنيات»، بهدف التركيز على دعم أعمال المرأة ومساعدة سيدات الأعمال على المساهمة في عملية التنمية الاقتصادية ضمن بلدانهن. وتشدّد الباحثة في علم الاجتماع منى المنجد، على الدور المحوري للنساء في إحداث أثر إيجابي على المجتمع والمضي قدماً في بناء بلدانهن.