اندلعت الاشتباكات مجدداً اليوم السبت بين القوات الحكومية وقوات قبلية معارضة في العاصمة اليمنية صنعاء. واندلع القتال عندما قصفت القوات الحكومية منطقة الحصبة شمال صنعاء معقل الزعيم القبلي المنشق صديق الأحمر طبقاً لسكان محليين. وفي السياق، بدأت لجنة عسكرية يمنية امس اعادة الوضع الى طبيعته في العاصمة صنعاء عبر ازالة نقاط المراقبة والحواجز التي اقيمت خلال اشهر من الاحتجاجات ضد الرئيس علي عبدالله صالح. وقال مراسل لوكالة فرانس برس ان جرافات شوهدت وهي تزيل اكياساً من الرمل شكّلت دشماً حول مقر مركز للمخابرات قريب من صالح، باشراف اعضاء اللجنة المشتركة التي شكّلتها الحكومة بقيادة المعارضة. وشهدت المناطق المحيطة بهذا الموقع مواجهات بين الموالين لصالح والمتظاهرين الذين قدموا من ساحة التغيير. وقال ضابط في وحدة عسكرية في شارع الستين "تلقينا اوامر بالانسحاب من المنطقة بناء على تعليمات من اللجنة العسكرية". وكانت اللجنة العسكرية اليمنية التي يرأسها نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي قررت انهاء المظاهر المسلحة في البلاد اعتباراً من السبت وفي غضون اسبوع. وتشمل هذه الاجراءات عودة القوات المسلحة الى الثكنات والمسلحين القبليين الى قراهم. واعلنت مصادر محلية يمنية ان اربعة من مسلحي تنظيم القاعدة قتلوا الليلة قبل الماضية في قصف مدفعي شنه الجيش على ضواحي مدينة زنجبار محافظة ابين. وقالت المصادر ان "الجيش شن قصفاً مدفعياً على وادي حسان وباشحارة وعمودية مما ادى الى تدمير سيارتين الاولى في باشحارة والثانية في وادي حسان، ومصرع اربعة"، موضحة ان بين القتلى افريقياً يدعى «كاهو» ويمنياً يدعى «ابو سلمى". وما زالت القاعدة تسيطر على اجزاء من محافظة ابين الجنوبية. من جهة اخرى، افاد سكان محليون في بلدة الروضة في محافظة شبوة ان جماعة "انصار الشريعة" المرتبطة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب اطلقوا اذاعة محلية محدودة البث على الموجة القصيرة باسم "اذاعة انصار الشريعة". واوضح احد السكان "استمع للاذاعة منذ يومين وحدود بثها تصل قرابة كيلومترين فقط". من جهة ثانية، أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر أن الوضع السياسي في اليمن متطور ويتقدّم بشكل إيجابي. وقال في تصريح لدى مغادرته صنعاء امس، إنه التقى بجميع الأطراف السياسية باليمن خلال زيارته الأخيرة، لافتاً الانتباه إلى أن هناك "تطوراً مهماً في الوضع السياسي الآن تم خلاله توقيع الآلية لتنفيذ المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، فضلاً عن وجود تاريخ محدّد لانتخابات الرئاسة المبكرة وتشكيل لجنة الشؤون العسكرية التي بدأت تصدر قرارات". وأشار المبعوث الأممي إلى أنه سيقدّم تقريره إلى مجلس الأمن الذي سيعقد في 21 من الشهر الجاري جلسة حول الأوضاع في اليمن لكي يتخذ المجلس القرارات اللازمة حول هذا الجانب.