لا أجد تعليقاً يليق بالخبر الذي نشر في الصحف المحلية حول طريقة مستحدثة لتطفيش إخواننا وأحبائنا ذوي الاحتياجات الخاصة من العمل، الذين تسعى الدولة مشكورة لتسهيل حياتهم بكل السبل المتاحة، وتقف مزاجات بعض الرؤساء غير المؤهلين لتنسف كل الجهود المبذولة للدولة، التي تحاول زرع ثقافة الحقوق وثقافة المعايير المهنية، ومحاولة نزع السلطة المطلقة التي يمنحها المنصب لبعض الرؤساء، فيستغلونها في عرقلة حياة الموظفين، ليستمتعوا بالانتصار عليهم. سعد المطيري إنسان شجاع لم يصمت على الظلم، ولا يقبل استغلال رئيسه لمنصبه، ولم يحاول استرضاءه بصورة غير مهنية، بل رفع شكواه مباشرة طالباً حقه في تسهيل حياته، والموضوع برمته منشور في هذا الخبر الذي أضع لكم جزءاً صغيراً منه «وتعود تفاصيل الشكوى كما رواها الموظف سعد المطيري إلى أن رئيسه استغل إعاقته الحركية، وسعى لتطفيشه من العمل بإغلاق بوابة المبنى التي يدخل منها، ولم يكتف بذلك بل قام بإغلاق دورة المياه لحرمانه من استخدامها»، على حد قوله. وقال الموظف الذي يعاني من شلل نصفي، ويستخدم كرسياً متحركاً للتنقل في المبنى، إن خلافاً شخصياً دفع المسؤول إلى قفل أبواب المبنى الداخلية والخارجية، وعدم فتح دورة المياه المخصصة، وقال المطيري إن المبنى غير مجهز لذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يوجد به مصعد، وأكمل أن المسؤول قام بتحريف وقت وصوله للدوام في سجل التوقيع بالحضور من دون علمه، فتقدمت بشكوى رسمية ضده لوزارة العمل، ما أدى إلى إثارة غضب هذا الرئيس الذي لا يقبل المناقشة، على حد قول الشاكي. كل الشكر، بل الشكر الجزيل لرئيس هيئة حقوق الإنسان في منطقة المدينةالمنورة، التي سمعت وقرأت واستوعبت شكوى الرجل، وسارعت للوقوف على الوضع، وأثبتت التحقيقات الأولية صحة كلامه، على رغم لاءات النفي التي سارع رئيسه لوضعها بصحبة بعض التبريرات عن صيانة دورات المياه وغيرها. أرجو بل آمل ونحن في زمن الشفافية وكشف الخفايا واستئصال السلطة المطلقة وثقافة الكشف عن الخلل بألا تكتفي الوزارة بفتح دورات المياه وفتح الأبواب الخارجية والداخلية للمبنى، بل يجب التعامل مع القضية على أنها قضية إساءة استخدام الصلاحيات والسلطة وقضية تمييز، والحل في استحداث مكتب لحقوق الإنسان في كل منشأة هدفها رصد هذه التجاوزات ومنعها ومعاقبة من يعتقد أن كرسيه أو منصبه يخوله فرض مزاجيته في بيئة العمل التي هي حق لكل مواطن ولكل من يعيش على أراضينا بحسب المعايير والتوجيهات التي تضعها الدولة مشكورة. ترك العمل وتقديم الاستقالة طرق عفا عليها الزمن، وهي طريقة تشجع من يعتقد أن بيئة العمل ملك له! اختم بجملة لهيئة رائعة سمعت عنها في فرنسا، وقرأت إعلاناتها في القطارات والباصات العامة: «إن شعرت بأن هناك من يعاملك بتمييز في مكان عملك أو في المقاهي والمطاعم والمؤسسات الحكومية من أجل لونك أو دينك أو شكلك أو وضعك الصحي، نحن معك سنحارب من أجلك بالقانون حتى تحصل على حقك و... بأسرع وقت ومجاناً». [email protected] @s_almashhady