أعتقد أن أصحاب حملة «ولي أمري أدرى بأمري» في غاية السعادة، فقد أثبتنا لهم كمجتمع بالفعل أن الرجال هم أصلح لمناقشة قضايا المرأة، ففي المؤتمر الأخير عن المرأة وتحديات العمل، لم تظهر على الشاشات امرأة، ولم يأتِ أي خبر عن مشاركات نسائية لتناقش وضعها وتطالب بحقوقها، ولا أدري هل هن مشاركات أم لا؟ حاضرات أم لا؟ هل الرجل أقدر من المرأة نفسها على مناقشة قضاياها العالقة، أو بالأصح جزء من قضاياها العالقة والمزمنة. أتمنى أن يتمكن أحد ما من إقناعي بمعنى ما حدث في الدمام في إحدى المستشفيات من استيقاف عضو الهيئة للطبيبة نورة وابن أحد المريضات لأنهم تحدثوا على أبواب المستشفى، على رغم أنه من المؤكد حديثهم في العيادة وفي ردهات المستشفى، فما الفرق الذي حدث وجعل حديثهم الطبيعي والتلقائي «شبهة» تستوجب التوقيف والإهانة والريبة، ولي الذراع، والفضائح التي حدثت. كنت أتمنى من المتحدث باسم الهيئة أن يوضح ما حدث من إغلاق الجوالات وعدم الرد سياسة أثبتت فشلها، وكثرة اللاءات في قضيه ما تجعلها «نعم»، أتمنى أن نسمع صوت المسؤول وهو يعدنا بمعاقبة من أساء للهيئة نفسها، والتي نقدر لها نشاطها البارع في قضايا الابتزاز، ونسمع صوته وهو يعدنا برد كرامة الطبيبة والرجل على الملأ. لا يجب أن نكتفي، فالاعتذار لم يعد كافياً ولم تعد هذه التصرفات مبررة ولا مقبولة، «معليش» سوء فهم، أو «معليش» تصرف فردي، ليس اعتذاراً، ولا يعوض أماً مريضة سَألت عن ابنها، وتُركت لساعات لا تعلم أين هو؟ الإنسان منا لا يملك سوى كرامته وسمعته التي لو ضاعت لضاع كل شيء، وكل شيء لا تعوضه كلمة «معليش»!! «ليست جميلة كالنساء اللاتي يراهن في النادي..» جملة تفوّه بها أحد الأزواج البولنديين، والذي تفاجأ بخروج زوجته وأم ولده البالغ من العمر 3 سنوات من صندوقها، بعد أن وضعها فيه، وبعد أن شد وثاق قدميها ويديها بشريط لاصق، وتمكنت بمساعدة خاتم زواجها منه من تحرير قيدها والخروج من الصندوق الذي دفنه تحت الأرض على مسافة عشرة سنتيمترات، كما ذكرت صحيفة «الشرق» يوم الأحد الماضي. ليست جميلة!! هل هذا المبرر لدفنها حية؟ هل هو مبرر لقتلها والتخلص منها؟ لماذا لا يتمكن بعض الرجال من المواجهة وطلب الطلاق أو حتى الانفصال؟ ليست جميلة.. لماذا تزوجها إذن؟ هل اختلف ذوقه؟ وهل الحل يكمن في الإبعاد والإقصاء، حتى ولو بالقتل. وهل يتوقع أن يتفهم القاضي والذي من المؤكد لن يقبل تنازل المرأة بعد محاولات الزوج المفتري إقناعها قائلاً: «معليش» بالبولندي، لأن المسألة ليست حادثة فردية، ولأن الموضوع برمته يمس حياة وأمان كائن حي، بغض النظر أكان رجلاً أو امرأة، وهو يمس أمن المجتمع وأمان أفراده، فلا مجال للتنازل، بل لا يسمح به أصلاً، فلا أسف ينفع ولا«معليش»!! أنا في انتظار سماع تفاصيل المحاكمة لأقارنها بمحاكمة زوج فاطمة معنفة جدة التي سأفرد لها مقالاً خاصاً بحول الله - لأقارن فقط -. [email protected] Twitter | @s_almashhady