أكدت مصادر قيادية في حركة «حماس» ل «الحياة» أن الجدل داخل الحركة حُسم لصالح تنفيذ «إعلان الدوحة» الذي يقضي بأن يرأس الرئيس محمود عباس (أبو مازن) الحكومة خلال الفترة الانتقالية. لكنها كشفت أن المكتب السياسي للحركة وضع جملة من الاستدراكات تحت عنوان «تفاصيل الاتفاق»، مشددة على ضرورة الأخذ بها لضمان نجاح الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ. ولفتت الى ان رئيس المكتب السياسي خالد مشعل سيجتمع مع الرئيس الفلسطيني لإطلاعه على هذه التفاصيل من أجل الأخذ بها تحصيناً للاتفاق ولحمايته من الفشل. وعن ماهيه «تفاصيل الاتفاق» التي وضعها المكتب السياسي، أوضحت المصادر: «أولاً التنفيذ الدقيق لاتفاق القاهرة وإعلان الدوحة بما يتضمنه من تشكيل الحكومة التي يجب ان تكون غير فصيلية ومدتها محددة... ومهامها تنحصر في الإشراف على الانتخابات وإعادة إعمار غزة ورفع الحصار، وكذلك تهيئة الأجواء الإيجابية في كل من غزة والضفة لدعم المصالحة تمهيداً للانتخابات»، لافتة الى أنه لن يكون هناك تغيير في البنية الإدارية للأجهزة الأمنية في غزة. وأوضحت المصادر أن الحكومة مطالبة بضرورة أن تحظى بثقة المجلس التشريعي، وأن يتم إجراء تعديل قانوني يسمح بالجمع بين موقعيْ الرئاسة ورئاسة الحكومة. ورأت أن هذه التفاصيل هي المخرج والحل المناسب، لافتة الى ان «حماس» حريصة على العلاقة مع قطر، لذلك لا يمكنها ان تعارض «إعلان الدوحة»، بالإضافة الى أنه يجب حفظ ماء مشعل الذي وقع الاتفاق على عاتقه، ومن ثم جرت تسوية الخلافات المتعلقة باتفاق الدوحة بين صفوف قيادات الحركة وفق هذا المخرج. في السياق ذاته، علمت «الحياة» ان القائد العسكري البارز في «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري للحركة أحمد الجعبري موجود في القاهرة لدعم اتفاق الدوحة. وقالت المصادر إن الجعبري يدعم الاتفاق ويرى ضرورة التزامه بعد حل أي إشكالات تعترض تنفيذه. في غضون ذلك، وصل الرئيس الفلسطيني الى القاهرة أمس وعقد محادثات مع رئيس الاستخبارات المصرية مراد موافي، كما أجرى لقاء مع مشعل الذي من المفترض أن يكون غادر القاهرة لاحقاً الى الدوحة. وكان المكتب السياسي ل «حماس» عرض ملف المصالحة خلال اجتماعه في القاهرة بحضور قيادات الحركة من الداخل والخارج، مؤكداً في بيان «ضرورة التنفيذ الدقيق والأمين لاتفاق المصالحة في القاهرة وإعلان الدوحة من أجل إنهاء الانقسام وتوحيد الصف الوطني على قاعدة التمسك بحقوقنا المشروعة وثوابتنا الوطنية ومقاومتنا الباسلة». ودعا البيان إلى شدّ الرِّحال والمرابطة في المسجد الأقصى المبارك ونصرته في ضوء الاقتحامات الاسرائيلية المتكرّرة لباحاته». كما دان «قيام المتطرفين الصهاينة بكتابة عبارات مسيئة للمسيحية على جدران الكنيسة المعمدانية، ودعا إلى التكاتف صفاً وطنياً واحداً، مسلمين ومسيحيين، لحماية القدس من خطر التهويد». واستنكر «الاعتداءات الصهيونية المتكرّرة على شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة». ووجَّه تحيّة للأسرى، ودان بشدّة اعتقال نواب الشعب الفلسطيني وملاحقتهم واقتحام مكاتبهم، وعلى رأسهم رئيس الشرعية الفلسطينية الدكتور عزيز دويك، وإبعاد نواب القدس. كما حيا «الأسير البطل خضر عدنان على صموده وتحديه السجان»، وجدّد «تأكيده أنَّ قضية الأسرى وتحريرهم ستبقى دوماً على رأس أولوياتنا الوطنية».