علمت «الحياة» أن حركة «حماس» اتخذت قراراً بمغادرة سورية، وأن قطر وافقت على استضافة القيادة السياسية فقط، بعدما رفض كل من الأردن ومصر ذلك. كما علمت «الحياة» أن القاهرة تتجه نحو استعادة ملف الأسرى، خصوصاً في ضوء وجود القيادي العسكري البارز في «حماس» أحمد الجعبري في القاهرة ولقائه رئيس الاستخبارات المصري مراد موافي. وقالت مصادر فلسطينية ل «الحياة» في غزة إن الأردن رفض طلباً من «حماس» للانتقال إلى أراضيه، كما رفضت مصر استضافة الحركة، وإن وافقت على فتح مكتب لها في القاهرة. وأضافت أن الحركة تقدمت بطلب إلى قطر التي وافقت على إقامة القيادة السياسية في الدوحة، لكنها رفضت استضافة القيادة العسكرية. ورجحت المصادر عودة القيادة العسكرية إلى قطاع غزة. وكانت مصادر فلسطينية أخرى أكدت ل «الحياة» أن رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل سيغادر دمشق قريباً للإقامة في قطر، بينما يغادر نائبه موسى أبو مرزوق سورية إلى مصر. في غضون ذلك، أفادت مصادر فلسطينية ل «الحياة» في القاهرة بأن القيادي البارز في «كتائب عز الذين القسام» أحمد الجعبري موجود في القاهرة حيث التقى رئيس الاستخبارات المصرية، مرجحة أن الزيارة تعيد لمصر دورها في رعاية صفقة تبادل الأسرى الخاصة بإطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت في مقابل الإفراج عن آلاف المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. يتزامن هذا التطور مع إعلان مصر على لسان وزير خارجيتها نبيل العربي أن معبر رفح «سيفتح في شكل كامل»، مشيراً إلى أن مصر «ستتخذ خطوات مهمة تساعد على تخفيف حصار غزة خلال الأيام القليلة المقبلة»، وهو إعلان رحبت به حكومة «حماس»، فيما أعربت إسرائيل عن قلقها الشديد منه. كما يأتي هذا التطور بعد يومين على رعاية مصر اتفاق المصالحة الفلسطينية واستضافة حفلة التوقيع الأربعاء المقبل. في هذا الصدد، تجرى الاستعدادات للاحتفال في مقر الجامعة العربية في القاهرة، علماً أن المراسم ستستمر ثلاثة أيام. ومن المقرر أن يزور وفد من «حماس» برئاسة مشعل القاهرة غداً حيث يعقد بعد غد لقاءات مع كبار المسؤولين المصريين، على أن يتوالى وصول وفود الفصائل والقوى الفلسطينية الاثنين والثلثاء المقبلين، لتعقد هذه الوفود جلسة محادثات مع كبار المسؤولين المصريين تمهيداً للتوقيع على اتفاق المصالحة الأربعاء المقبل في احتفالية يحضرها الرئيس محمود عباس ومشعل والأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلح والأمناء العامون لفصائل منظمة التحرير وكبار المسؤولين المصريين. في هذه الأثناء، ما زالت أصداء اتفاق المصالحة تتردد في إسرائيل التي تعيش أجواء من التخبط والقلق من التداعيات المحتملة عليها، إذ كشف تقرير سري أعده قسم البحوث السياسية في وزارة الخارجية ونشرته صحيفة «معاريف» أمس، أن من شأن اتفاق المصالحة أن يؤدي إلى انهيار السياسة الأميركية في المنطقة، وأن يجهض الجهود الأميركية لاستئناف المفاوضات. وحذر التقرير من أن الخطر الأبرز في الاتفاق هو اعتراف دول أوروبية بحكومة الوحدة الفلسطينية، وبالتالي «منح الشرعية الدولية للحركة التي ما زالت تعتبر منظمة إرهابية»، معتبراً أن المصالحة «ستقود في شكل شبه حتمي إلى الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية». في الوقت نفسه، اتخذت حكومة بنيامين نتانياهو قراراً بشن حملة دولية لإجهاض الاعتراف ب «حماس» وبحكومة الوحدة.